معنى “ذو الطول” في اللغة:
الطَّوْل بالفتح: المنُّ، يقال منه: طالَ عليه وتطوَّل عليه، إذا امْتنَّ عليه.
وطالَ عليه واستطالَ وتطاول: إذا عَلاه وترفَّع عليه.
والطَّول: الفَضْل، والقُدرةُ؛ والغنى والسعةُ؛ والعلوُّ.
وقال الزجاجي: الطَّوْلُ: الفضل، يقال: طال فلانٌ علينا طولاً: إذا أفضَل عليهم.
اسم الله “ذوالطول” في القرآن الكريم:
ورد مرة واحدة: في مطلع سورة”غافر” في قوله سبحانه: (غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) (غافر: 3).
معنى “ذو الطول” في حق الله تبارك وتعالى:
قال قتادة: (ذي الطول) أي: ذي النِّعم. وقال أبو عبيدة: (ذي الطول): ذي التَّفَضُّل، تقول العرب للرجل: إنه لذو طَوْلٍ على قومه، أي: ذو فضلٍ عليهم.
وقال ابن جرير: (ذي الطول): يقول: ذي الفَضْل والنِّعم المَبْسوطة؛ على مَنْ شاء مِنْ خَلقه، يقال منه: إنَّ فلاناً لذو طولٍ على أصحابه؛ إذا كان ذا فضلٍ عليهم.
ثم ذكر قول قتادة المتقدم، وقال: وقال بعضهم” الطول”: القدرة، ونقله عن ابن زيد.
وقال الخطَّابي: و(ذو الطَّول) و(ذو الفضْل) معناه: أهلُ الطَّول والفضل، و(ذو): حرف النِّسْبة، كقوله تعالى: (ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) (الرحمن:27).
وقال الحُليمي: ومنها (ذو الطَّول) ومعناه: الكثير الخير، لا يعوزه من أصناف الخيرات شيء؛ إنْ أرادَ أنْ يُكرم به عبده. وليس كذي طولٍ من عباده، قد يُحبُّ أنْ يجود بالشيء ولا يجده.
وقال ابن كثير بعد أنْ ذكر أقوال المفسرين: والمعنى أنه المُتفضّل على عباده، المتطوِّلُ عليهم بما هم فيه مِنَ المنن والأنعام؛ التي لا يُطيقون القيام بشكرٍ واحدةٍ منها (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا) (إبراهيم: 34) الآية، وقوله جلَّت عظمته (لا إله إلا هو) (البقرة: 163) أي: لا نظير له في جميع صفاته، فلا إله غيره؛ ولا ربَّ سواه.
من كتاب النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى للدكتور محمد بن حمد الحمود النجدي