معنى “ذو المعارج” في اللغة:

عَرجَ في الدرجة والسُّلَّم؛ يَعْرُجُ عُرُوجاً، أي: ارتقى، وعرَجَ الشيء: ارتفعَ وعلا.
وفي التنزيل: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ) (المعارج: 4) أي: تصعد.
وعُرجَ بالروح والعمل: صُعد بهما.

اسم الله ” ذو المعارج” في القرآن الكريم:

ورد مرةً واحدة: في قوله عزّ وجل: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ) (المعارج: 1 – 3).

معنى “ذو المعارج” في حق الله تبارك وتعالى:

قال ابن عباس: (ذِي الْمَعَارِجِ): العُلو والفَوَاضل.
وقال قتادة: (مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ) (المعارج: 3) ذِي الفَوَاضل والنّعم.
وقال الفراء: وقوله: (ذِي الْمَعَارِجِ) من صفة الله عز وجل، لأنّ المَلائكة تعرُج إلى الله عزّ وجل؛ فوصفَ نفسه بذلك.
وقال ابن جرير: وقوله: (ذِي الْمَعَارِجِ) يعني ذا العُلوِّ والدرجاتِ والفواضل والنّعم.
وقال الخطابي: (ذو المعارج): وهو الذي يُصْعدُ إليه بأعْمالِ العباد، وإليه يُصعد بأرواح المؤمنين.
وقال الحُليمي: (ذو المعارج): وهو الذي إليه يُعرج بالأرواح والأعْمال.
وهذا أيضاً يدخل في باب الإثبات والتوحيد؛ والإبْداع والتدبير، وبالله التوفيق.

من آثار الإيمان باسم الله “ذو المعارج”:

1- الله تبارك وتعالى هو الربُّ المَلك؛ الخالق المدبر (ذو المعارج) الذي تعرُج إليه الملائكة والأرواح، وتصعد إليه الأعمال والأقوال؛ الصالحة الطيبة. قال أبو القاسم الأصبهاني: ومن أسْمائه: (ذو المعارج) ومعناه: تعرج أعمال الخَلْق إليه؛ كما قال عز وجل: (إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) (فاطر: 10) فملائكة النَّهار؛ تَعرُج بأعمالكم بالنَّهار، وملائكة الليل؛ تَعرج بأعمالكم بالليل، فزيِّنوا صحائفكم بالأعمال الصّالحة، والمُواظبة على الصَّلوات الخمس، فإنَّ الصَّلوات يُذهبنَ السيئات، قيل في التفسير: الحسنات: الصَّلوات الخَمس.
قلت: وقد جاء في الحديث الصحيح: قوله صلى الله عليه وسلم:” يَتَعاقَبُونَ فيكم ملائكةٌ بالليل؛ وملائكةٌ بالنّهار، ويَجْتمعون في صلاة الفجر؛ وصلاة العصر، ثم يعرُج الذين باتُوا فيكم، فيَسْألهم – وهو أعلمُ بهم -: كيف ترَكْتُم عِبادي؟ فيَقولون: ترَكنَاهم وهُم يُصلّون، وأتيناهُم وهم يُصلُّون”.

2- وهذا الاسْم يدل على عُلو الربّ تعالى على عباده، وأنه فوقهم، فإنَّ العُرُوج هو الصُّعود؛ كما تقدم.

من كتاب النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى للدكتور محمد بن حمد الحمود النجدي