معنى “الغالب” في اللغة:

غَلبه يغْلبُه غَلْباً؛ وغَلَباً وهي أفْصح.
وتغلَّبَ على البلد: اسْتولى عليه قهراً.
ورجلٌ غالبٌ من قوم غلبةٍ.

اسم الله “الغالب” في القرآن الكريم:

ورد مرةً واحدة: في قوله تعالى: (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) (يوسف: 21).
وورد بصيغة الفعل في قوله تعالى: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (المجادلة:21).

معنى “الغالب” في حق الله تبارك وتعالى:

قال ابن جرير: (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ) (يوسف: 21) يقول تعالى ذكره: والله مُسْتولٍ على أمر يوسف، يَسُوسه ويدبّره ويحوطه، والهاء في قوله (عَلَى أَمْرِهِ) عائدة على يوسف.
وقال الحليمي: (الغالب): وهو البالغ مُراده مِنْ خلقه، أحَبُّوا أم كرهوا، وهذه إشارةٌ إلى كمال القُدْرة والحِكمة، وأنه لا يقهر ولا يَخدع.
وقال البغوي: (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ) (يوسف: 21) قيل الهاء في (أمره) كناية عن الله تعالى، يقول: إنَّ الله غالبٌ على أمره؛ يفعل ما يشاء، لا يغلبه شيء، ولا يردُّ حُكمه رادٌّ.
وقيل: هي راجعةٌ إلى يوسف عليه السلام، معناه: أنَّ الله مستولٍ على أمْر يوسف، بالتدبير والحياطة، لا يَكَله إلى أحدٍ؛ حتى يُبلّغه مُنتهى علمه فيه.
وقال ابن كثير (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ) (يوسف: 21) أي: فعال لما يشاء.
وقال السعدي: (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ) (يوسف: 21) أي: أمره تعالى نافذٌ لا يُبْطله مُبطل، ولا يغلبه مغالب.

من آثار الإيمان باسم الله “الغالب”:

أنَّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبداً، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو يَمنع ما أمضى، فلا رادَّ لقَضائه؛ ولا مُعقِّب لحكمه (أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (الأعراف: 54).
قال القرطبي: فيجب على كلِّ مكلَّف؛ أنْ يعلم أنَّ الله سبحانه وتعالى هو الغالب على الإطلاق، فمن تمسَّك به؛ فهو الغالبُ؛ ولو أنَّ جميع مَن في الأرض طالب، قال تعالى: (كتبَ اللهُ لأغْلِبنَّ أنا ورُسُلي) (المجادلة: 21).
ومَن أعْرض عن الله تعالى؛ وتمسَّك بغيره كان مغلوباً، وفي حبائل الشيطان مقلوباً (فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً) (النساء: 76).

من كتاب النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى للدكتور محمد بن حمد الحمود النجدي