معنى “الواحد” “الأحد” في اللغة:
أَحَدٌ بمعنى الوَاحد، وهو أولُ العدد، تقول: أحَدٌ واثنان. قال الكسائي: تقولُ: لا أحدَ في الدَّار، ولا تقل: فيها أحدٌ. واسْتَأحد الرجل: انْفرد. والوحدة: الانفراد، تقول: رأيته وحدَه. ورجل واحد: متقدّم في بأسٍ أو علم أو غير ذلك، كأنه لا مِثلَ له؛ فهو وحْده لذلك. وقال الزجاج: وقال بعض أصحاب المعاني: الفَرْق بين الواحد والأحَد: أنّ الواحد يُفيد وحدة الذات فقط، والأحد يُفيده بالذَّات والمعاني. وعلى هذا جاء في التنزيل (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) أراد المنفرد بوحْدانيته؛ في ذاته وصِفاته، تعالى الله علواً كبيراً. وقال أبو حاتم في كتاب”الزينة”:” أحد” هو اسمٌ أكْمل مِنَ الواحد، ألا ترى أنّك إذا قلت: فلانٌ لا يقوم له واحدٌ، جاز في المعنى؛ أنْ يقومَ اثنانُ فأكثر، بخلاف قولك: لا يقومُ له أحَد. وفي الأحَدِ خُصُوصيةٌ ليستْ في الواحد، تقول: ليس في الدَّار واحدٌ، فيجوز أنْ يكونَ مِنَ الدّواب والطَّير والوحش والإنس؛ فيعمّ الناس وغيرهم، بخلافِ ليس في الدار أحَد، فإنه مَخْصوصٌ بالآدميين دُون غيرهم. قال: ويأتي”الأحد” في كلام العرب بمعنى الأوْل؛ وبمعنى الواحد، فيستعمل في الإثبات وفي النفي؛ نحو(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (الإخلاص:1) أي: واحدٌ وأول (فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ) (الكهف: 19) وبخلافهما فلا يستعمل إلا في النفي، تقول: ما جَاءني مِنْ أحَد، ومنه (أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ) (البلد: 5) (أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ) (البلد: 5).
اسم الله “الواحد” و”الأحد” في القرآن الكريم:
ورد اسمه”الواحد” في اثنتين وعشرين آيةً، منها: قوله تعالى: (وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) (البقرة: 163). وقوله تعالى: (وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ) (النساء:171). وقال تعالى على لسان يوسف عليه السلام: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (يوسف: 39). وقال تعالى: (إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ * رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ) (الصافات: 4 – 5). وقال تعالى: (لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (الزمر: 4). وقال تعالى: (يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) (غافر: 16). * وأما اسْمه” الأحد” فورد مرةً واحدةً في مطلع سورة الإخْلاص، وهو قوله تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (الإخلاص: 1).
معنى “الواحد” و”الأحد” في حق الله تبارك وتعالى:
قال ابن جرير في قوله تعالى: ِ(وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ): قد بينّا فيما مضى معنى الألوهية؛ وأنها: اعتباد الخَلْق، فمعنى قوله: (وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) الذي يستحق عليكم أيها الناس الطاعة له، ويَسْتوجب منكم العبادة؛ معبود واحدٌ، وربٌّ واحد، فلا تعبدوا غيره؛ ولا تشركوا معه سواه، فإنَّ مَنْ تشركونه معه في عبادتكم إياه، هو خَلقٌ من خلق إلهكم مثلكم، وإلهكم واحد؛ لا مثلَ له ولا نظير. ثم قال: واختلف في معنى وحدانيته تعالى ذكره، فقال بعضهم: معنى وحدانية الله؛ معنى نفي الأشباه والأمثال عنه، كما يقال: فلانٌ واحد الناس، وهو واحدُ قومه، يعني بذلك أنه ليس له في الناس مثلٌ، ولا له في قومه شبيهٌ ولا نظير، فكذلك معنى قول الله واحد، يعني به الله لا مثل له ولا نظير. وقال الآخرون: معنى وحدانيته تعالى ذكره معنى انفراده من الأشياء، وانفراد الأشياء منه، قالوا: وإنما كان منفرداً وحده، لأنه غير داخلٍ في شيء، ولا داخلٌ فيه شيء، قالوا: ولا صحة لقول القائل واحد من جميع الأشياء؛ إلا ذلك. وقال الخطابي:” الواحد” هو الفردُ الذي لم يزلْ وحْده، ولم يكن معه آخر. وقيل: هو المنقطع القَرين، المَعدوم الشريك والنظير. وليس كسائر الآحاد من الأجسام المؤلفة، إذْ كلُّ شيءٍ سواه يُدعى واحداً، فهو واحدٌ من جهة، غيرُ واحد من جهات. والله سبحانه الواحد الذي ليس كمثله شيء. وقال: والفرق بين”الواحد” و”الأحد”، أنّ “الواحد” هو المنْفرد بالذّات؛ لا يُضامُّهُ آخر. و”الأحَد”: هو المنْفرد بالمعنى؛ لا يُشاركه فيه أحَد. وقال السّعدي:”الواحِد الأحَد”: وهو الذي توَحَّدَ بجميع الكمالات، بحيث لا يُشاركه فيها مُشارك، ويجبُ على العبيد توحيده: عقداً وقولاً وعملاً، بأنْ يعترفوا بكماله المُطلق، وتفرده بالوحْدانية؛ ويفردُوه بأنواع العِبادة.
من آثار الإيمان باسم الله “الواحد” و”الأحد”:
1- الله جلّ ثناؤه هو الإله”الواحِد الأحَد” الذي لا إله إلا هو وحده لا شريك له، في ذاته ولا في صفاته ولا أفعاله، كما قال سبحانه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) (الشورى: 11)، وقال: (هّلً تّعًلّمٍ لّهٍ سّمٌيَا) (مريم: 65) وقال: (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ) (الإخلاص: 4). فلا يجوز أن يُشبَّه ربُّنا – تعالى جَدُّه – بشيءٍ مِنْ مخلوقاته، لأنّه تعالى أخْبرنا عن نفْسه – وهو أعلمُ بنفسه – أنه ليس مُشابهاً لشيء منها، فكل ما خَطَر ببالك، فالله بخلاف ذلك، فهو الواحِد الذي ليس له ندٌّ ولا نظير، ولا شِبْه ولا مَثِيل. قال سبحانه: (إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ * رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ) (الصافات: 4 – 5). وقال: (ومَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (ص: 65). وبيَّن أنه لم يَأمر إلا بأنْ يعبدوه وحْده، ويفرد بالعبادة، فقال: (ومَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ) (التوبة: 31)، وقال: (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ) (الزمر: 2). وكفَّر وضلَّل مَنْ اتخذ إلهاً سِواه أو معه، فقال: (قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ * وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ ) (الزمر: 64 – 66). وقال: (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) (المائدة: 17).
وقال: (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (المائدة: 73). وكيف يُعبدُ غيره؛ والله سبحانه قد تفرّد بالخَلْق والإيْجاد، والرّزق والإمْداد، والبَسط والقبض، والرفع والخفض، والنّفع والضّر، قال سبحانه: (أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ * وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ) (الأعراف: 191- 192). وقد نبَّه الله تعالى عقولَ الناس وفِطَرهم؛ إلى هذا الأمر في مواضع كثيرة، مِنْ أعظمها ما جاء في سورة النمل؛ حيثُ ذكر اللهُ تعالى عظيمَ مخلوقاته وتصرفاته، في آيات تهتزُّ لها الجبال، فكيف أحْلامُ الرجال؟! قال سبحانه: (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ * أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) (النمل: 59 – 64).
2- هذه الآيات دالةٌ على انْفراده بالخَلق والإيجاد، والتصرّف والتَّدبير فلا إلهَ غيره، ولا يستحقّ العبادة سواه، وقد خَتَم كلّ آية بقوله: (أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ) أي: أإلهٌ مع الله يُعْبد؟! وقد تبيّن لكم ولكل ذي لبّ؛ انفراده بهذا الخَلْق والتصرف؟! تعالى الله عمّا يشركون. وهذا التوحيد هو الذي مِنْ أجْله أُرْسلت الرسل؛ وأنزلت الكتب، وبه افترقَ الناس إلى مؤمنين وكفّار، وسُعداء وأشقياء، وهو معنى قول: لا إله إلا الله، الذي دَعَت الرسل أقوامها إليه، قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ) (المؤمنون: 23). فهذه دعوةُ أول رسولٍ أرْسله الله تعالى بعد حُدوث الشّرك، وتتابعت الرُّسل بعد ذلك، كلّهم يَدْعو إليها، ويأمر بها، كما قال سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء: 25). وقد أمرَ الرسول ﷺ رسوله إلى أهل اليمن، أنْ يَبْدأ أولاً بدعوتهم إلى توحيد الله تعالى، كما في حديث ابن عباس قال:” لما بَعَث النبي ﷺ مُعاذاً إلى نحو أهلِ اليمن؛ قال له: إنّك تَقْدم على قومٍ مِنْ أهل الكتاب، فليَكن أولَ ما تَدْعوهم إلى أنْ يُوحّدوا الله تعالى، فإذا عَرفوا ذلك، فأخبرهم أنَّ الله فرضَ عليهم خمسَ صلوات…” الحديث. فالعبدُ لا يدخلُ الإسْلام حتى يُوحّد الله تعالى، بأنْ يَشْهد أنْ لا إله إلا الله ، ولا يقبل له عَملٌ صالحٌ حتى يُحقّق التوحيد، ولذا لم يأمره ﷺ أنْ يَأمرهم بالصّلاة أولاً أو بالزكاة، بل بالإيمان أولاً، كما قال تعالى: (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً) (النساء: 124). وقال: (وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً) (الإسراء: 19). وغيرهما من الآيات التي اشْترط الله تعالى فيها الإيمان، لقَبُول العمل الصالح.
3- الله تعالى هو الواحدُ الأحَد، الذي لا يجوز أن تُصْرفَ العبادة لغيره، فهو المعْبود بحقّ وغيره يُعْبد بالباطل، فلا يجوز للعَبِيد أنْ يتوجّهوا لغير سَيّدهم بعبادةٍ مِنَ العبادات، صلاةً كانتْ أو دعاءً؛ أو ذبحاً؛ أو نذراً؛ أو توكّلاً؛ أو رجاءً؛ أو خَوفاً؛ أو خُشُوعاً، بل يكونوا كما أُمر نبينا ﷺ أنْ يقول: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام: 162- 163).
4- جاء في الصحيح: أنّ مَنْ نَسَب لله تعالى الوَلَد، فقد شَتَمه، تعالى عن ذلك عُلواً كبيراً، وهو قوله عليه الصلاة والسلام:” قال الله تعالى: كذَّبني ابنُ آدم؛ ولم يَكنْ له ذلك، وشَتَمني ولم يكنْ له ذلك، فأما تكذيبه إياي؛ فقوله: لنْ يُعيدني كما بَدَأني، وليس أولُ الخَلْق بأهْون عليَّ مِنْ إعادته، وأما شَتْمه إياي؛ فقوله: اتخذَ اللهُ ولداً، وأنا الأحَدُ الصَّمَدُ، لم ألد ولم أولد، ولم يَكنْ لي كُفُواً أحد”. 5- وجاء في فَضْل تهليل الله تعالى وتوْحيده أحاديث جمّة، تقال في مواضع عديدة، لتجديد التوحيد والإيمان بالله سبحانه ووحدانيته، ولما في ذلك مِنْ دَفْع المسلم للخير؛ والعمل الصالح، إذ أن منبعه هو التوحيد الخالص. فمنها: حديث أبي هريرة أنّ رسول الله ﷺ قال:” مَنْ قالَ لا إله إلا الله وحْده لا شريكَ له، له المُلكُ، وله الحمدُ؛ وهو على كلِّ شيءٍ قدير؛ في اليوم مائةَ مَرّة، كانت له عَدْل عشرَ رِقَاب، وكُتبت له مِائة حَسَنة، ومُحيتْ عنه مائةَ سَيئة، وكانت له حِرزاً مِنْ الشيطان يومَه ذلك حتى يُمْسي، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ مما جاء به، إلا رجلٌ عَمِل أكثرَ منه”. ومنها ما يقال في دُبر الصلوات المكتوبات. 6- عدلت هذه السورة التي جاء فيها هذان الاسمان العظيمان؛ ثلث القرآن، كما في الحديث الصحيح.
من كتاب النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى للدكتور محمد بن حمد الحمود النجدي