قول المستخير : ” فَاقْدُرْهُ” وقول : ” وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ” وقول : ” إِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ”معنى هذه الألفاظ :-
والمراد ب” فاقدره لي ” أحد معنيين:-
الأول :- اجعله تحت قدرتي ، أي أوجد لي قدرة على تحصيله.
الثاني : اجعله من قدري ونصيبي، والمراد يسره لي ؛ لأن الله قد فرغ من القضاء في الأزل.
ومعنى قوله : ” ” إِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ” أي أنت صاحب القدرة وأنا العاجز المسكين، فأنت الذي تستطيع أن توجد لي قدرة.
ونسوق طرفا من كلام أبي عبيدة في كتابه ( النهاية ) :-
{ قدر } …في أسماء اللّه تعالى [ القادِر والمْقتدِر والقَدِير ] فالقادر : اسم فاعل من قَدَر يَقْدر والقَدير : فَعيل منه وهو للمبالغة والمْقتدر : مُفْتَعِل من اقْتَدَر وهو أبْلَغ
وقد تكرر ذكر [ القَدَر ] في الحديث وهو عبارة عما قضاه اللّه وحَكَم به من الأمور . وهو مصدر : قَدَرَ يَقْدُرُ قَدَراً . وقد تُسَكَّن دالُه
( ه ) ومنه ذكر [ ليلة القَدَر ] وهي الليلة التي تُقَدَّر فيها الأرزاق وتُقْضَى
– ومنه حديث الاسْتخارة [ فاقْدُرْه لي ويَسِّرْه ] أي اقْضِ لي به وهَيِّئه
[ ه ] وفي حديث رؤية الهلال [ فإن غُمّ عليكم فاقْدروا له ] أي قَدَّروا له عدد الشهر حتى تُكَمِّلوه ثلاثين يوما
وقيل : قَدِّرُوا له مَنازِلَ القمر فإنه يَدُلُّكم على أنّ الشهر تسه وعشرون أو ثلاثون
قال ابن سُرَيج ( في اللسان [ ابن شريح ] وانظر شرح النووي على مسلم ( باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال من كتاب الصوم ) 7 / 189 ) : هذا خِطاب لمن خصَّه اللّه بهذا العلْم . وقوله [ فأكْمِلوا العِدّة ] خطابٌ للعامَّة التي لم تُعْن به . يقال : قَدَرْت الأمْر أقْدُرُه وأقْدِرُه إذا نَظَرتَ فيه ودّبَّرتَه
( ه ) ومنه حديث عائشة [ فاقْدُروا قَدْرَ الجاريِة الحديثةِ السِنِّ ] أي انْظُروه وأفْكِروا فيه
– ومنه الحديث [ كانَ يَتَقَدَّر في مَرضه : أيْنَ أنا اليوم ؟ ] أي يُقَدِّر أيام أزواجه في الدَّوْر عليهنّ
– وفي حديث الاستخارة [ اللهم إني أسْتَقْدِرك بقُدْرَتك ] أي أطْلُب منك أن تَجْعل لي عليه قُدْرة
( ه ) ومنه حديث عثمان ( أخرجه الهروي من حديث عمر ) [ إن الذَّكاة في الحَلْق واللبَّة لَمن قَدَر ] أي لمن أمْكَنه الذبح فيهما فأما النادُّ والمُتَردِّي فأين اتَّفَق من جسْمِهما
– وفي حديث عُمَير مولى آبي اللحم ( هو عبد اللّه بن عبد الملك بن عبد اللّه بن غِفار وقيل في اسمه أقوال أخرى . انظر الإصابة 1 / 9 . وإنما سمي آبي اللحم لأنه كان يأبى أن يأكل اللحم ) [ أمرَنِي مولاي أن أقْدُر لحَمْاً ] أي أطْبُخ قِدراً من لَحْم.