الاستخارة تكون في الأمور المباحة التي يستوي فيها الفعل والترك، وهي تعني لجوء العبد إلى ربه حتى لا يكله إلى نفسه، وصلاة الاستخارة لا علاقة لها بالرؤيا كما يظن كثير من الناس، وإنما إذا صلى العبد صلاة الاستخارة فعليه أن يمضي لما ينشرح له صدره، فإذا علم الله في الأمر خيرا يسره له وإلا صرفه عنه.

يقول سماحة المستشار فيصل مولوي -نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء-:
الاستخارة لا تكون إلا في أمر مباح استوى في ذهنك طرفاه ]الفعل والترك[. أنظر فتح الباري جزء12 ص 478.

ومن هنا لا تكون الاستخارة في أمر واجب ولازم كالصلاة والصيام مثلا، فلا تستخير الله عز وجل في صلاة الظهر ولا في صيام رمضان لأنه فرض عليك، كما أنه لا يجوز أن تستخير الله عز وجل في الزنى أو الربا أو شرب الخمر وهكذا بل هذا واجب الترك مطلقاً. وبناء على هذا فإن قال بعد حديث الاستخارة والخوف من العواقب: ” غير أني لا أستطيع مهما كنت مخالفا أمر الله”. فهذا كلام لا مناسبة له أصلا، لأن إرادة المباح أو عدم إرادته لا ترتبط أساساً بمخالفة أمر الله سبحانه وتعالى، ولأن مخالفة أمر الله تعالى ترتبط بانتهاك المحرمات أو ترك المأمورات.

تبقى ناحية ثالثة وهي أنه إذا كان قد انشرح صدرك لهذا الأمر فبادر إليه لأن مجرد انشراح الصدر كافٍ للفعل المستخار له كما ذكر الإمام النووي بقوله: “وإذا استخار مضى بعدها لما ينشرح له صدره. أنظر الأذكار ص 32. حتى قال بعض العلماء بأن المستخير يبادر بالتحرك فإلى إليهما سبق شرع فيه، وإن لم تكن له إرادة لأيهما وليس عليه أن ينتظر حتى ينشرح صدره أو لا ينشرح وإنما يمضي. أنظر فتح الباري جزء 12.

فالمسألة فيها متسع والمستخير لا ينتظر ماذا يرى في منامه- كما يقول كثير من الناس- بأنه إن رأى في الرؤيا ما يسره يمضي لما استخار له وإذا رأى ما يزعجه أو يخيفه أو ما شابه ذلك يمسك عما استخار له،بل يفعل ما ينشرح له صدره كما يقول الإمام النووي في الأذكار.