يقول الدكتور الشريف حمزة الفعر -الأستاذ بجامعة أم القرى بمكة المكرمة-:
(الاستديو) بما فيه من أجهزة يمكن أن يستخدم في الأمور المشروعة وفي غيرها، فإذا كان الراغب في الاستئجار يقصد عملاً مشروعاً، كتسجيل المواد الإسلامية ونحوها، وهذا (الاستديو) توجد فيه إمكانيات وتجهيزات لا توجد في غيره، فأرجو ألا يكون في ذلك حرج إن شاء الله، مع الحرص على أن يكون وقت التسجيل ومكانه خاصا بتسجيل الأشرطة الإسلامية. أ.هـ
واستئجار استديو غنائي لإنتاج إسلامي نبحث فيه فقها عن أمرين إن صحا صحت المعاملة:
الأمر الأول : مدى جواز الإجارة:
ورد أن استعمال الآلات التي تستخدم في الحرام جائز، ففي أواني الخمر لا تكسر، ولكن تغسل جيدا وتستعمل قال النووي:” في الحديث دليل لمذهب الشافعي والجمهور أن أواني الخمر لا تُكسر، ولا تشقّ، بل يراق ما فيها، وعن مالك روايتان: إحداهما: كالجمهور، والثانية: يُكسر الإِناء ويُشقّ السِّقاء، وهذا ضعيف لا أصل له.
وأما حديث أبي طلحة أنهم كسروا الدِّنان فإنهم فعلوا ذلك بأنفسهم من غير أمر النبي صلى اللّه عليه وسلم”. صحيح مسلم بشرح النووي كتاب المساقاة والمزارعة، باب تحريم بيع الخمر.
والآلات وإن كانت لا تغسل ولكن هي بحسب المستخدم لها، فإن كان الاستخدام حلالا فهي حلال، وإن كان الاستغلال محرم فهي كذلك، لقاعدة الوسائل تأخذ حكم المقاصد.
فالاستخدام في حد ذاته ليس فيه شيء، ولكن القضية فيمَ نستخدم هذه الأمور؟
الأمر الثاني: مشروعية العمل نفسه :
فإن صح استخدام الآلة التي استخدمت في حرام – إن كان الأمر كذلك- فيجب أن يكون العمل حلالا فلا يتقبل عمل إلا إذا كان مشروعا وصاحبته نية طيبة.
فإن كانت إجارة الاستوديو الغرض منها تصوير وتسجيل بعض المشاهد التمثيلية فيجب أن نتجنب فيه ما يلي:
1- الابتعاد عن تمثيل الأنبياء، والصحابة، والغيبيات كالملائكة…
2- لا يجوز الاستهزاء بالله أو آياته أو رسوله أو شعائر الدين لأي سبب.
3- البعد عن كل محرم سواء بالقول أو الفعل.
ولا شك أن المجال الإعلامي صار له تأثير كبير في كافة المجالات، وعلى كافة المستويات والأعمار فلا يترك لكلمة سوء أو لفعل فجور، بل يجب خوضه بالحسنى ووفق المشروع لتعليم الناس أمور دينهم.
وهو كذلك من باب الدعوة لله تعالى بالحسنى يقول تعالى :”ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ” النحل آية: 125.
وهو من باب الموعظة اقتداء بالنبي –ﷺ – فقد كان يعظ أصحابه أحيانا موعظة وصفت بأنها: “وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون”.
بالضوابط السابقة نرى أنه لا مانع من استئجار استوديو غنائي لتصوير عمل إسلامي.