‏من السنة الابتعاد عن الأسماء التي تدل على تزكية الأنفس مثل برة – من البر – ، وإيمان، و تقي ، خاصة إذا قصد منها التزكية، و من المستحب تغيير هذه الأسماء لأن النبي غير اسم برة إلى زينب ، لما بلغه أنها تزكي نفسها، وعليه فالتسمية بهذه الأسماء إذا لم تكن بهذا القصد فلا شيء فيها، ولا ينبغي التوسع في الإنكار على مثل هذه الأسماء، فقد أقر النبي رجلا سمى ولده مسلما .

هل يجوز التزكية في تسمية الأولاد:

جاء في تفسير القرطبي :

قوله تعالى : ” فلا تزكوا أنفسكم ” [ النجم : 32 ] يقتضي الغض من المزكي لنفسه بلسانه ، والإعلام بأن الزاكي المزكى من حسنت أفعاله وزكاه الله عز وجل فلا عبرة بتزكية الإنسان نفسه ، وإنما العبرة بتزكية الله له .
وفي صحيح مسلم عن محمد بن عمرو بن عطاء قال : سميت ابنتي برة ،فقالت لي زينب بنت أبي سلمة : إن رسول الله نهى عن هذا الاسم ، وسميت برة ،فقال رسول الله : ( لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم ) فقالوا : بم نسميها ؟ فقال : ( سموها زينب ) .
فقد دل الكتاب والسنة على المنع من تزكية الإنسان نفسه، ويجري هذا المجرى ما قد كثر في هذه الديار المصرية من نعتهم أنفسهم بالنعوت التي تقتضي التزكية، كزكي الدين ومحيي الدين وما أشبه ذلك، لكن لما كثرت قبائح المسمين بهذه الأسماء ظهر تخلف هذه النعوت عن أصلها فصارت لا تفيد شيئا .

وقال الإمام النووي من فقهاء الشافعية في كتابه المجموع:

وفي الصحيحين عن أبي هريرة ( أن زينب كان اسمها برة . فقيل تزكي نفسها . فسماها رسول الله زينب ).
وفي صحيح مسلم أيضا عن ابن عباس قال ( كانت جارية اسمها برة فحول رسول الله اسمها جويرية. وكان يكره أن يقال خرج من عند برة ).

حكم تغيير الاسم:

جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية :
يجوز تغيير الاسم عموما ويسن تحسينه ، ويسن تغيير الاسم القبيح إلى الحسن ، فقد أخرج أبو داود في سننه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله : (إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم (

وقد ( غير النبي الاسم الذي يدل على التزكية إلى غيره ، فقد غير اسم برة إلى جويرية أو زينب )

هذا والفقهاء لا يختلفون في جواز تغيير الاسم إلى اسم آخر ، وفي أن تغيير الاسم القبيح إلى الحسن هو من الأمور المطلوبة التي حث عليها الشرع .