التسمية بلفظ ( دين) لا يخلو من كراهة لمعنيين:-
الأول : أن فيها شوبا من التزكية والمدح.
الثاني : أنه يؤدي إلى التشاؤم، وذلك أنه يقال هل هنا ( دين ) فيقولون لا، فهو يؤدي إلى التشاؤم.
يقول الإمام ابن القيم:-
من الأسماء المكروهة ما رواه مسلم في صحيحه عن سمرة بن جندب قال: ” قال رسول الله: ” لا تسمين غلامك يسارا ولا رباحا ولا نجاحا ولا أفلح فإنك تقول أثم هو فلا يكون فيقول لا” أي يقال هل هنا ( يسار أو رباح أو نجاح أو أفلح ) فيقولون لا، فهو يؤدي إلى التشاؤم.
وفي سنن أبي داود من حديث جابر بن عبد الله قال أراد النبي أن ينهى أن يسمى ب يعلى وبركة وأفلح ويسار ونافع وبنحو ذلك ثم رأيته سكت بعد عنها فلم يقل شيئا ثم قبض ولم ينه عن ذلك ثم أراد عمر أن ينهى عن ذلك ثم تركه.
وفي سنن ابن ماجة من حديث أبي الزبير عن جابر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله إن عشت إن شاء الله لأنهين أمتي أن يسموا رباحا ونجيحا وأفلح ويسارا قلت وفي معنى هذا مبارك ومفلح وخير وسرور ونعمة وما أشبه ذلك فإن المعنى الذي كره له النبي التسمية بتلك الأربع موجود فيها فانه يقال أعندك خير،أعندك سرور أعندك نعمة فيقول لا فتشمئز القلوب من ذلك وتتطير به وتدخل في باب المنطق المكروه.
وفي الحديث أنه كره أن يقال خرج من عند برة مع أن فيه معنى آخر يقتضي النهي وهو تزكية النفس بأنه مبارك ومفلح وقد لا يكون كذلك كما روى أبو داود في سننه أن رسول الله نهى أن يسمى برة وقال لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم وفي سنن ابن ماجة عن أبي هريرة أن زينب كان اسمها برة فقيل تزكي نفسها فسماها النبي زينب.