يقول فضيلة الشيخ محمد رشيد رضا-رحمه الله-:
هذه المسألة مما يؤخذ فيه بالاتباع ويبعد فيها القياس ، والأخبار والآثار الواردة فيها ضعيفة ، ولكن قد استحب أصحاب الشافعي الأخذ بها، والوارد أن يقف الملقن عند الرأس.
أخرج الطبراني في الكبير وعبد العزيز الحنبلي في الشافي وابن منده في كتاب الروح وابن عساكر والديلمي عن سعيد بن عبد الله الأزدي عن أبي أمامة قال ( وفي رواية شهدت أبا أمامة وهو في النزع فقال يا سعيد ) : إذا أنا مت فاصنعوا بي كما أمرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلام – أن نصنع بموتانا أمرنا رسول الله ﷺ فقال : (إذا مات أخوكم المؤمن وفرغتم من دفنه فليقم أحدكم عند قبره ثم ليقل: يا فلان ابن فلانة! والذي نفس محمد بيده إنه ليستوي قاعدا! ثم ليقولن: يا فلان ابن فلانة! فيقول: أرشدني إلى ما عندك يرحمك الله! فليقل: اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وقد كنت رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا، فيقوم منكر فيأخذ بيد نكير فيقول: قم بنا، ما يقعدنا عند هذا وقد لقن حجته! ويكون الله حجيجهما دونه. قيل: إن كنت لا أحفظ اسم أمه. قال: فانسبه إلى حواء) حديث ضعيف .
قال الحافظ ابن حجر في التلخيص : وإسناده صالح وقد قوَّاه الضياء في أحكامه ، ولكنهم تكلموا في سعيد راويه ، وفي إسناده عاصم بن عبد الله وهو ضعيف وقال الهيثمي : في إسناده جماعة لم أعرفهم، وأخرجه ابن منده بلفظ آخر ورووا آثارًا بمعناه لا محل لذكرها هنا وإنما المقصود بيان أن الرواية صريحة في أن الملقِّن يقوم عند رأس القبر.
وقد ورد في أحاديث القيام عند القبر للدعاء بالتثبيت أنه يستحب أن يقف مستقبلاً وجه الميت، ولا وجه لقياس الوقوف للتلقين أو الدعاء ؛ على الوقوف للصلاة قبل الدفن إذا فرقوا فيه بين الذكر والأنثى ؛ لمكان النص ولوجود الفرق.