مدة الرضاع في القرآن:
فنبه القرآن هنا على أن الفترة المثلى في نظر الإسلام بين كل مولودين هي ثلاثون شهراً، وهو مجموع فترة الرضاع، وأقل أمد الحمل.
هل تحديد مدة الرضاع في القرآن ملزمة:
وقد جاء في كتاب أحكام القرآن للإمام الجصاص من فقهاء الأحناف في تفسير قوله : ( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّحَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ):
وفيه أيضا دلالة على أن الفطام في مدة الرضاع موقوف على تراضيهما , وأنه ليس لأحدهما أن يفطمه دون الآخر , لقوله تعالى { فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور } فأجاز ذلك بتراضيهما وتشاورهما . وقد روي نحو ذلك عن مجاهد .
وقد روي عن بعض السلف تخفيف الحكم في هذه الآية , روى شيبان عن قتادة في قوله تعالى : { والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين } ثم أنزل التخفيف بعد ذلك فقال تعالى : { لمن أراد أن يتم الرضاعة } .
قال أبو بكر : كأنه عنده كان رضاع الحولين واجبا ثم خفف وأبيح الرضاع أقل من مدة الرضاع بقوله تعالى : { لمن أراد أن يتم الرضاعة } .
وروى أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس مثل قول قتادة . وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى : { والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة } ثم قال : ( فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا حرج إن أرادا أن يفطما قبل الحولين أو بعدهما ).