لا تشرع تكبيرة الإحرام ، ولا يشرع التسليم في سجدتي التلاوة والشكر على قول أكثر أهل العلم ، لكن لا بد من الوضوء فيهما كما هو الحال في الصلاة .
يقول الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة – أستاذ الفقه وأصوله (جامعة القدس فلسطين) :
إن كلاً من سجود التلاوة وسجود الشكر مشروع فقد ثبت ذلك عن الرسول ﷺ فمن ذلك :
1. ما رواه ابن مسعود رضي الله عنه :( أن النبي ﷺ قرأ والنجم فسجد فيها وسجد من كان معه …) رواه البخاري ومسلم .
2. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :( سجدنا مع النبي ﷺ في (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ) و (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) رواه مسلم .
3. وعن ابن عباس رضي الله عنهما ( أن النبي ﷺ سجد في سورة ( ص ) وقال : سجدها داود عليه السلام توبةً ونسجدها شكراً ) رواه النسائي والدار قطني وصححه ابن السكن. وهذا بعض ما ورد في سجود التلاوة.
أما في سجود الشكر فقد وردت أحاديث منها :
1. عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ “كان إذا أتاه أمر يسره أو بشر به خر ساجداً لله تعالى” رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وهو حديث حسن .
2. وعن عبد الرحمن بن عوف أن جبريل قال للنبي ﷺ ( إن الله عز وجل يقول لك : من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه فسجدت شكراً ) رواه أحمد وهو حديث حسن .
3. وورد عن أبي بكر رضي الله عنه أنه سجد حين علم بمقتل مسيلمة الكذاب .
وكذلك ورد عن كعب بن مالك رضي الله عنه في عهد الرسول ﷺ أنه سجد لما بشر بتوبة الله عليه وغير ذلك من الأحاديث والآثار .
وحكم سجود التلاوة وكذلك سجود الشكر سنة عند أكثر أهل العلم .
صفة سجود التلاوة وسجود الشكر
أولاً : خارج الصلاة : يكبر من يريد السجود دون أن يرفع يديه ويسجد سجدةً واحدة يقول فيها ما يقوله في سجود الصلاة ثم يكبر عند الرفع بدون تسليم على قول جمهور الفقهاء، وهذه الصفة مشتركة بين سجود التلاوة وسجدة الشكر.
ثانياً : في الصلاة : أما سجدة التلاوة في الصلاة فإذا قرأ الإمام آية فيها سجدة فإنه يكبر ويهوي إلى السجود ويسبح كما يسبح في سجود الصلاة ثم يكبر ثانية ويقوم فيتم القراءة ثم يكمل صلاته كالمعتاد .وأما سجدة الشكر فلا تشرع في الصلاة وإنما خارج الصلاة فقط .
شرط الوضوء
يرى جمهور العلماء أنه يشترط في سجود التلاوة والشكر ما يشترط في الصلاة من حيث الوضوء واستقبال القبلة وستر العورة وطهارة الثوب وطهارة المكان .