إن يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول ليس فيه عبادة خاصة بهذه  المناسبة، وليس للصوم فيه فضل على الصوم في أي يوم آخر، والعبادة أساسها الاتباع، وحبُّ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يكون باتِّباع ما جاء به.

يقول فضيلة الشيخ عطية صقر – رحمه الله تعالى -:

صيام التطوع مَندوب لا يختص بزمن ولا مكان، ما دام بعيدًا عن الأيام التي يحْرُم صيامها، وهي العيدان وأيام التشريق ويوم الشك على اختلافٍ للعلماء فيه، والتي يُكْره صيامها كيوم الجمعة وحده، ويوم السبت وحده.

وهناك بعض الأيام التي يُسْتَحب الصيام فيها كأيام شهر المُحَرَّم، والأشهر الحُرُم، وعرفة وعاشوراء، وكيوم الاثنين ويوم الخميس من كلِّ  أسبوع، والثلاثة البيض من كل شهر وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، وستة من  شهر شوال، وكثير من شهر شعبان، كما كان يفعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

وليس من هذه الأيام يوم ذكرى مولد  النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والذي اعتاد الناس أن يحتفلوا بها في اليوم الثاني  عشر من شهر ربيع الأول، فلا يُندب صومه بهذا العنوان وهذه الصفة، وذلك لأمرين:

أولهما: أنَّ هذا اليوم لم يُتفق على أنه يوم ميلاده ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد  قيل إنه وُلِدَ يوم التاسع من شهر ربيع الأول، وقيل غير ذلك.

وثانيهما: أن هذا اليوم قد يُصادِف  يومًا يُكْره إفراده بالصيام، كيوم الجمعة فقد صحَّ في البخاري ومسلم النَّهي عنه  بقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : “لا يصومنَّ أحدكم يوم الجمعة ، إلا أن يصوم يومًا  قبله أو يومًا بعده.

هذا بخصوص  صوم يوم الميلاد النبوي في كلِّ عام، أما صيام يوم الاثنين من كلِّ أسبوع فكان يحرص  عليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، لأمرين، أولهما أنه قال: إن الأعمال تُعْرَض  على الله فيه وفي يوم الخميس، وهو يُحب أن يُعرض عمله وهو صائم، كما رواه الترمذي  وحسَّنه، وثانيهما أنه هو اليوم الذي وُلِدَ فيه وبُعِثَ فيه، كما صحَّ في رواية مسلم. فكان يصومه أيضًا شُكْرًا لله على نِعْمَة الولادة والرسالة.

فمن أراد أن يشكر الله على نعمة ولادة  النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورسالته فليشكره بأية طاعة تكون، بصلاة أو صدقة أو  صيام أو نحوها، وليس لذلك يوم مُعين في السُّنة، وإن كان يوم الاثنين من كلِّ أسبوع  أفضل، للاتباع على الأقل.

والخلاصة:أن يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول ليس فيه  عبادة خاصة بهذه المناسبة، وليس للصوم فيه فضل على الصوم في أي يوم آخر، والعبادة  أساسها الاتباع، وحبُّ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يكون باتِّباع ما جاء به كما  قال فيما رواه البخاري ومسلم “مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنتي فليس مني” وفيما رواه أبو  يعلى بإسناد حسن” من أحبني فليستن بسنتي “.