الصلاة لها أوقات معينة ، أوضحها الله في كتابه ، ورسوله في سنته ، والواجب على المسلم أن يحافظ عليها قدر استطاعته ، ومن رحمة الله أن جعل وقت الصلاة موسعا ، فهناك وقت اختيار ، ووقت اضطرار ، فلا يشترط تأدية الصلاة في أول وقتها ، بل قد تؤدى في أي جزء من وقت الصلاة، ولكن إن اضطر المسلم في الغرب للجمع بسبب مواعيد الدراسة فلا بأس بذلك عند الضرورة ، على أن الجمع يكون بين الظهر والعصر ، أو المغرب والعشاء ، جمع تقديم أو تأخير ، وذلك في حالات الضرورة. ولا يجوز الجمع مطلقا ، لأنهم في حكم المقيمين .

تقول اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء بالسعودية :

الصلاة أهمُّ أركان الإسلام بعد الشهادتين، وقد قال الله تعالى فيها: [ إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً] ، وبيَّن النبي أوقاتها وحذر أمته من تأخيرها عن أوقاتها ، وكان يحافظ على أدائها في أوقاتها ولو في أحرج الأوقات وأشد الأحوال كحال الجهاد في سبيل الله امتثالاً لقوله تعالى: [ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين فإن خفتم فرجالا أو ركباناً فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون ] .

فيجب على كل مسلم أن يحرص على أداء الصلوات الخمس جماعة في أوقاتها ، وما ذكر من أن الحياة الاجتماعية تختلف في البلاد الأجنبية عما هي عليه في الدول العربية، ومن أن أغلب الأماكن يصعب تأدية الفرائض فيها لا يعتبر عذراً شرعيا . فإن الأرض كلها مسجد وطهور فأينما أدركت المسلم الصلاة فليصل ولا يجوز له أن يخجل من إظهار شعائر الدين مجاملة للمشركين أو مخافة سخريتهم به ، ولا يليق بالمسلم أن يصده ذلك عن أداء ما فرض الله عليه.

أما تعارض أداء الصلوات الخمس في أوقاتها مع مواعيد الدراسة فيمكن أن توجد فرصة بين محاضرة وأخرى لأداء ما حضر وقته منها ولو في وسط وقتها أو آخره على أن بعضها في غير وقت الدراسة كصلاة الفجر والعشاء ، وعلى تقدير أن يضطر إلى الجمع بين الصلاتين في بعض الأوقات فيجمع أحياناً عند الضرورة بين الظهر والعصر جمع تقديم وجمع تأخير حسب ما تقتضي به الضرورة ويجمع بين المغرب والعشاء كذلك .

أما صلاة العصر فيحرم تأخيرها إلى غروب الشمس على أي حال ، وكذلك العشاء يحرم تأخيرها إلى الفجر ، والفجر يحرم تأخيره إلى طلوع الشمس ، ولا يجوز لهم قصر الصلاة في مثل هذه الحال لأنهم مقيمون فلهم حكم المستوطنين لا المسافرين .