يعتقد البعض أنه إذا اقترف شخص ذنبًا بعد أن نُقِلَ إليه دمٌ أو كُلية من آخر، يَنال المتبرِّع جزءٌ من الإثم والعقاب.
الصحيح أن الثواب والعقاب لا يحصُل لأجزاء الجسم من حيث كونها أجزاء قامت بعمل الخير أو الشّرّ، بل مناط الجزاء هو قصد الإنسان ونيته وحريته واختياره، فالأعضاء آلات مسيرة مسخّرة لا اختيار لها في العمل، ما لم تدفعها إرادة الإنسان.
والشخص الذي نُقِل منه العضو انقطعت صلته بهذا العضو، وليس له سلطان عليه بإرادته وحريّته، وإنّما المسؤول عن هذا العضو هو الشخص الذي استفاد منه، فهو الذي يحركه ويوجهه. وعلى هذا فلا صلة بين الشخصين فيما يعمله كل منهما من خير أو شر (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) (سورة المدثر 38) (ولا تَزِرُ وازِرةٌ وِزْرَ أُخْرَى) (سورة فاطر: 18).
ومثل العضو مثل سكينة باعها شخص إلى شخص آخر، لا مسؤولية عليها ولكن على من يستعملها ، وإذا كانت الأعضاء ستشهد أمام الله بما يعمل الإنسان، كما قال تعالى: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وأَيْدِيهِمْ وأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (سورة النور: 24) فهي تشهد على من كانت متّصلة به من كلا الشخصين.