يقول الأستاذ الدكتور عجيل النشمي:
ذهب جمهور الفقهاء عدا الشافعية إلى أن الاستماع لخطبة الجمعة والإنصات لها واجب لقوله تعالى: “وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا” (الأعراف:204)، ولقول النبي ﷺ: “إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصت والإمام يخطب فقد لغوت” (فتح الباري 2-414)، وقالوا أيضاً: إن الخطبة، مثلها مثل الصلاة، فهي تقوم مقام ركعتين من الفريضة.
ورغم قول الفقهاء بوجوب الإنصات، فإن من تكلم أثناء الخطبة فإن صلاته صحيحة، مع أنه أتى مخالفة وارتكب إثما، إن لم يكن له عذر كضرورة تدفعه إلى الكلام.
وذهب الشافعية إلى أن الاستماع والإمام يخطب سنة، ولا يحرم الكلام بل يكون مكروهاً، وإنما قالوا بالكراهة، جمعاً بين الحديث السابق، وخبر أنس رضي الله عنه، قال: “فبينما رسول الله ﷺ يخطب على المنبر يوم الجمعة، قام أعرابي فقال: يا رسول الله، هلك المال وجاع العيال، فادع لنا أن يسقينا، قال: فرفع رسول الله ﷺ يديه وما في السماء قزعة..” (الحديث) (فتح الباري 2-519 ومسلم 6-193)
ولكن هذا الكلام كان مع الخطيب ، وهو الرسول ﷺ ، وهو بخلاف الكلام مع غيره والانشغال عن استماع الخطبة ، فإذا كان الكلام مع االخطيب فلا بأس به، وكذلك إذا كان له سبب وداع فلا حرمة ولا كراهة، كنهي عن منكر أو تحذير من خطر، فلا بأس بالكلام إن لم يستطع إيصال المراد بالإشارة.