يقول الشيخ فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوروبي للبحوث والإفتاء- رحمه الله تعالى- :

إقامة درس وعظي في المسجد يوم الجمعة قبل الأذان لا يمكن اعتباره بدعة، لأن هذا الوقت ليس مخصصاً لعبادة محددة، بل هو وقت حر للناس يفعلون به ما أرادوا من المباحات، فإذا أقاموا فيه درساً في المسجد لتعليم الناس ووعظهم فقد فعلوا أمراً مستحباً أو مسنوناً أو واجباً على الكفاية، ولهم أجر ذلك إن شاء الله.

ولا يعقل أن يشكل هذا الدرس إرباكاً للناس، وإن كان بعضهم يعتبره من قبيل البدعة فيجب أن يوضح لهم ذلك، وإنّ أشد العلماء تدقيقاً في البدع لا يقول مثل هذا الكلام، إذ الخلاف حول البدعة في هذا المجال يرتكز على ما إذا كانت إقامة الدرس أو تلاوة القرآن أو الصلاة بعد الأذان وقبل الخطبة، لأن السنة أن يصعد الخطيب المنبر بعد الأذان مباشرة.

فعند بعض العلماء ليس هناك وقت حر بين الأذان والخطبة، فيعتبر كل فصل بينهما بأي عمل كان بدعة. ويخالف في ذلك علماء آخرون، لأن فريضة الجمعة ليست فوراً بعد الأذان، بل وقتها يمتد إلى دخول العصر، فيمكن أن يكون بينهما فاصل، وإذا اشتغل المسلم في هذا الوقت الفاصل بأي أمر مشروع فهو مباح من حيث الأصل، وله أجره بحسب هذا النوع من العمل.