جاء الكلام عن السامري فى قصة سيدنا موسى عليه السلام فى القرآن الكريم فى ثلاثة مواضع فى سورة طه ، تفيد أنه أضل بنى إسرائيل بعد أن وصلوا إلى سيناء وذهب موسى لميقات ربه ليناجيه ، حيث صنع لهم عجلا جسدا له خوار، فقال “هذا إلهكم وإله موسى” ولما سأله عما فعله قال {بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لى نفسى} طه : 96 فرد عليه موسى كما حكاه القرآن الكريم فى الآيات التالية {قال فاذهب فإن لك فى الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذى ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه فى اليم نسفا} طه : 97 .
هذا هو القدر الذى جاءنا من المصدر الموثوق به فيما يتصل بشخصية السامري وهو كاف فى أخذ العبرة والموعظة منه ، دون حاجة إلى تفاصيل بقية القصة ، فإن كثيرا من التفاصيل الموجودة فى الكتب ليس لها سند صحيح يعتمد عليه .
فمثلا جاء فى هذه الكتب أن السامري من إحدى قبائل بنى إسرائيل يقال لها : سامرة لكنه نافق بعدما قطع البحر مع موسى . وقيل كان من قوم يعبدون البقر فى الهند ، فوقع بأرض مصر، ودخل دين بنى إسرائيل بظاهره ، وفى قلبه عبادة البقر، وقيل : كان من أهل كرمان ، وقيل غير ذلك .
وقد صنع العجل من الذهب الذى حمله بنو إسرائيل معهم حين خروجهم من مصر وجعل فيه خروقا إذا مر خلالها الهواء حدث صوت يشبه خوار البقر، وقيل إنه أخذ أثرا من حافر فرس جبريل الذى كان يخضر ما يمسه من الأرض ، فرماه فى التمثال الجامد فصار حيوانا ، وقيل غير ذلك كثير مما نكل علم حقيقته لله سبحانه .