الحصور في اللغة هو الممنوع، أو العاجز عن الشيء، ومنه قوله تعالى (فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى)(البقرة:196) أي منعتم وحبستم عن إكمال الحج أو العمرة.
وقد فسر الحصور بأنه المنقطع للعبادة، والزاهد في الدنيا، وفسر بأنه الذي لا أرب له في الشهوات، وقيل: هو الذي لا حاجة له في النساء، والأقرب أنه من الانقطاع عن الملذات والملهيات، بحيث لا ينشغل عن الطاعة والعبادة، ولا يلزم منه عدم الرغبة في النساء، لقوله تعالى: (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية)(الرعد:38) ورجح ابن كثير في تفسيره (1/362 سورة آل عمران:39) أنه لا يدل على الامتناع عن النكاح.
والخلاصة أن الحصور هو من انشغل بطاعة الله،أو من لم تشغله الدنيا عن طاعة مولاه،وليس في الآية دليل أفضلية ترك النكاح ،بل ربما كان الزواج أحصن للإنسان ،وهذه سنة الرسول ﷺ ،وسنة الصالحين ،ويمكن الجمع بين الأمرين بأن يتزوج الإنسان شريطة ألا يشغله الزواج عن طاعة الله ،فالإسلام يجمع للإنسان خيري الدنيا والآخرة .