إذا كانت الزوجة لا تريد الطلاق أبدا فعليها أن تصبر ، فليس أمامها إلا الصبر على الأذى المستديم ، ولها أجر الصبر – إن شاء الله، قال تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ).
وطالما أن المرأة اختارت الصبر فلا تضجر ، وليكن الصبر ضجيعها ورفيقها ، والاحتمال والصفح أنيسها ونشيدها، ولها على ذلك الأجر من الله تعالى ، ولتحاول مع ذلك أن تبحث عن أسباب تغير زوجها عليها ، وتتودد إليه بكل ما يحب، ولا تريه إلا كل ما يحب ، ولتستعين بالدعاء ، تدعو الله خاصة في وقت السحر أن يصلحه لها ، وأن يكف عنها أذاه وشروره؛ ففي الحديث أن رسول الله ﷺ قال : ” تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد هل من داع فيستجاب له هل من سائل فيعطى هل من مكروب فيفرج عنه فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله عز وجل له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشارا “.
يقول الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي:-
لا يقبل الإسلام أن تقوم الحياة الزوجية على إهانة المرأة، أو الإساءة إليها بقول أو فعل، فلا يجوز بحال أن تسب أو تشتم وخصوصًا أمام أطفالها، بل إن الإسلام يمنع سب الحيوانات والجمادات، فكيف بالإنسان؟ وكيف بالزوجة التي هي ربة بيته، وشريكة حياته، وأم أولاده، وأقرب الناس إليه؟؟.
لقد شدد الرسول الكريم -ﷺ- على امرأة لعنت ناقتها فأمر أن تترك الناقة ولا يستخدمها أحد، وحرمت منها صاحبتها، ردعًا لها على سبها ولعنها للناقة، فكيف بلعن الإنسان المسلم وسبه؟!.
رخصة الضرب وحدودها:
لا يجوز ضرب المرأة بحال، إلا في حالة أوجبتها الضرورة وهي ” حالة النشوز ” والتمرد على الرجل. وعصيان أمره فيما هو من حقوق الزوجية وإشعاره بالتعالي عليه وهي ضرورة تقدر بقدرها.
وهو تأديب مؤقت رخص فيه القرآن بصفة استثنائية عندما تخفق الوسائل الأخرى من الوعظ والهجر في المضجع كما قال تعالى: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليًا كبيرًا). (النساء 34).
وفي آخر الآية وعيد للرجال الذين يتطاولون على نسائهم المطيعات، فالله تعالى أعلى منهم وأكبر.
ورغم هذه الرخصة للضرورة فإن النبي -ﷺ- قال:” ولن يضرب خياركم “.
فخيار الناس لا يضربون نساءهم، بل يعاملونهن باللطف والرقة وحسن الخلق. وخير مثال لذلك رسول الله -ﷺ- الذي قال:” خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي “.
وقد عرف من سيرته الثابتة -ﷺ-: أنه لم يضرب امرأة قط، بل لم يضرب خادمًا ولا دابة في حياته!.
وقد استشنع عليه الصلاة والسلام من الرجل أن يضرب امرأته، إذ كيف يضربها أول النهار ويضاجعها آخره؟!.
وإذا أفلت زمام الرجل مرة، فامتدت يده إلى امرأته في ساعة غضب، فالواجب أن يبادر إلى مصالحتها وإرضائها.. فهذا من مكارم الأخلاق التي يجب أن تسود الأسرة المسلمة.
أما ضرب الزوجة أو شتمها أمام أطفالها فهو أمر لا يليق بمسلم يعرف أوليات دينه، ويعلم أنه راع ومسئول عن رعيته، وهو خطأ ديني وخلقي وتربوي لا ينتج إلا الضرر على الفرد والأسرة والمجتمع.
لقد قال الرسول الكريم -ﷺ-:” لن يضرب خياركم ” ومفهومه أن الذين يضربون نساءهم هم الأشرار والأراذل من الناس، ومن ذا يقبل أن يكون منهم؟ نسأل الله الهداية والتوفيق. .انتهى.
حقوق الزوجة على زوجها:
جاء في الموسوعة الفقهية عن حقوق الزوجة على زوجها :-
يستحب للزوج تحسين خلقه مع زوجته والرفق بها , وتقديم ما يمكن تقديمه إليها مما يؤلف قلبها , لقوله تعالى : { وعاشروهن بالمعروف } وقوله : { ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف }.
وفي الخبر : { استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم } . وقال عليه الصلاة والسلام : { خياركم خياركم لنسائهم خلقا } .
ومن حسن الخلق في معاملة الزوجة التلطف بها ومداعبتها . فقد جاء في الأثر : { كل ما يلهو به الرجل المسلم باطل إلا رميه بقوسه , وتأديبه فرسه , وملاعبته أهله , فإنهن من الحق } . وأشباههم ثم يقذفون في النار .انتهى.