إذا كان الإسمنت مدعوما من الدولة، والدولة تحظر بيعه في السوق السوداء، فلا يجوز شراء شيء منه وطرحه في السوق السوداء، لأن هذا يكون من التربح بالمال العام، وهو ما يعرف في الفقه الإسلامي بالغلول، وهو محرم شرعا، بل من أكبر الكبائر.
وكون الإنسان فقيرا محتاجا، لا يسوغ له أن يستطيل على أموال الناس وحقوقهم، ولكن له أن يطالب الدولة بما يكفي حاجته.
وقد جاءت عقوبة الغال مبينة في الكتاب والسنة، قال الله تعالى: وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ {آل عمران:161}.
ووصف النبي ﷺ حالة الغال يوم القيامة، حيث يأتي حاملا على رقبته كل شيء حازه من الغلول، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: قام فينا رسول الله ﷺ فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره، قال: لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء، وعلى رقبته فرس لها حمحمة، يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك من الله شيئاً، قد أبلغتك، وعلى رقبته بعير له رغاء، يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك من الله شيئاً، قد أبلغتك، وعلى رقبته صامت، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول لا أملك لك من الله شيئاً، قد أبلغتك، وعلى رقبته رقاع تخفق، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك من الله شيئاً، قد أبلغتك.