يقول فضيلة الشيخ محمد رشيد رضا-رحمه الله-:
مجاراة المسلم لغير المسلم وتشبهه به في عمل من أعمال دينه الخاصة به لا يجوز بحال ، والمنصوص في كتب الفقه أنه يعتبر رِدَّةً ، وخروجًا من الإسلام إذا كان بحيث يشتبه بهم ، ويظن أنه منهم ، وأما مجرد رؤية صلاتهم , وسماع دعائهم من غير مشاركتهم فيه فلا يحرم ، إلا على من يخشى عليه أن يميل إلى دينهم من الأطفال ونحوهم.
ودعاء غير الله شرك في الإسلام وإن كان ما يدعى به خير ، وقال الفقهاء : إن الرضى بالشرك شرك ، ولكن ما كل متفرج على شيء يرضى به ، وما زال المسلمون في السلف والخلف يطَّلعون على عبادات أهل الملل كلهم ، ولم نعلم أن أحدًا من الأئمة حرّم ذلك ، أو أنه ورد في الكتاب أو السنة حظر له.
وقد بلغنا أن بعض جُهّال المسلمين الذين يحضرون احتفالاتهم في المدارس وغيرها يتشبّهون بهم في صلاتهم ، ويجارونهم فيها , ولكنّك لا تجد من الذين دفعتهم الأهواء إلى تحريم ما أحل الله من طعام ولباس ؛ لأنه تشبه بالنصارى على زعمهم – وما التشبه في المباح بردَّة ولا مُحَرَّم إن فرض – لا ينكرون على الجُهَّال عملهم هذا ، ولا يقولون كلمة في نصيحتهم ( وأهواء النفس ضروب) .