ثوبان هو مولى رسول الله سبي من أرض الحجاز فاشتراه النبي ،وأعتقه فلزم النبي وصحبه وحفظ عنه كثيرا من العلم وطال عمره واشتهر ذكره ، وكان شديد الحب لرسول الله . قال في تهذيب الكمال :

هو ثوبان، ويقال:ابن جحدرالقرشي الهاشمي أبو عبد الله ، ويقال : أبو عبد الرحمن مولى رسول الله من أهل السراة والسراة موضع بين مكة واليمين، وقيل : إنه من حمير، وقيل: من ألهان وقيل : من حكم بن سعد العشيرة أصابه سباء فاشتراه رسول الله فأعتقه ولم يزل معه في الحضر والسفر حتى توفي ،فخرج إلى الشام فنزل الرملة ، ثم انتقل إلى حمص فابتنى بها دارا ،ولم يزل بها إلى أن مات.

حب الصحابة وثوبان للنبي

قال الحافظ الذهبي :
قبض بحمص في إمارة عبد الله بن قرط ، وبلغنا أن وفاته كانت سنة أربع وخمسين ، وكذلك قال محمد بن سعد وأبو عبيد القاسم بن سلام .[ سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي ] .
وكان شديد الاتباع لكلام النبي فقد روى عاصم الأحول عن أبي العالية أن رسول الله قال :” من تكفل لي أن لايسأل أحدا شيئا وأتكفل له بالجنة فقال ثوبان أنا فكان لا يسأل أحدا شيئا”

وكان من شدة حبه للرسول المصطفى أنه أخذ يفكر في منزلة الرسول في الآخرة ، وأنه مهما عمل من عمل فلن يرقى إلى منزلة المصطفى في الجنة ، وبذلك سيفوت عليه رؤية من أحبه فلذلك أخذه الهم و الحزن حتى تغير لونه ، و شاهده الرسول على هذه الحالة فدار بينهما كلام نقله القرطبي في تفسيره لآية سورة النساء {ومن يُطع الله والرسول فأولئكَ معَ الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين، وحسُن أولئك رفيقاً}. قائلا :
حكى الثعلبي قال : إنها نزلت في ثوبان مولى رسول الله ، وكان شديد الحب له قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه، يعرف في وجهه الحزن؛ فقال له: (يا ثوبان ما غير لونك ) فقال: يا رسول الله ما بي ضر ولا وجع، غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة وأخاف ألا أراك هناك؛ لأني عرفت أنك ترفع مع النبيين وأني إن دخلت الجنة كنت في منزلة هي أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل فذلك حين لا أراك أبدا؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية. ذكره الواحدي عن الكلبي .

و السبب في شدة حب الصحابة للرسول ذكره الشيخ الغزالى في كتابه فقه السيرة :
على أن الذين عاشروا محمداً (صلَّى الله عليه وسلم) أحبوه إلى حد الهيام، وما يبالون أن تندق أعناقهم ولا يخدش له ظفر.
وما أحبوه كذلك إلا لأن أنصبته من الكمال الذي يعشق عادة لم يُرزق بمثلها بشر.

حب ثوبان للنبي

كان ثوبان مولى رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) شديد الحب له، قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغيّر لونه، يعرف الحزن في وجهه، فقال له رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم): ما غيَّر لونك؟ فقال: يا رسول الله، ما بي مرض ولا وجع؛ غير أني إذا لم أرك استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم إني إذا ذكرت الآخرة أخاف ألا أراك لأنك ترفع إلى عليين مع النبيين؛ وإني إن دخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك، وإن لم أدخلها لم أرك أبداً، فنزل قوله تعالى:
{ومن يُطع الله والرسول فأولئكَ معَ الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين، وحسُن أولئك رفيقاً}.