يقول الدكتور عبد الرحمن العدوي :
إن المسلم يعظم أسماء الله وصفاته؛ لأن الله خالقه ورازقه ومحييه ومميته، وبيده كل شيء، وإليه المرجع والمآب، فإذا أقسم الإنسان باسم من أسماء الله ـ تعالى ـ أو صفة من صفاته على أن يفعل شيئًا، أو لا يفعله، فهذه يمين منعقدة، يجب الوفاء بها إلا أن تكون معصية لله ـ تعالى ـ فلا يأتها، وليكفر عن يمينه كما قال رسول الله ـ ﷺ ـ: “من حلف على يمين ورأى غيرها خيرًا منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه. فمن حلف ألا يزور مريضًا، أو أن يقاطع أخاه المسلم فليس عليه أن يبر في هذا اليمين، وخير له أن يزور المريض، وأن يصل أخاه، ثم يكفر عن يمينه بإطعام عشرة مساكين من أوسط طعامه لكل واحد أكلتين مشبعتين، أو كسوتهم، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام متتابعة أو غير متتابعة، ولا يكون الصيام كفارة لليمين إلا إذا لم يستطع الإطعام أو الكسوة، وكفارة اليمين ترفع إثم الحنث فيه، وتجعل المرء أهلاً لعفو الله ومغفرته .
ومن أقسم ألا يفعل شيئًا هو معصية كأن يقسم ألا يكذب، وألا يسرف، وألا يخرج بغير إذن، وألا يذهب إلى مكان فيه معصية لله ـ تعالى ـ فإن الواجب عليه أن يبر في هذا القسم، فهذه محرمات يجب الامتناع عنها بغير يمين، وقد أكد ذلك بالقسم، فإذا ارتكب شيئًا من هذه المحرمات، فعليه الإثم مرتين: مرة لارتكاب المعصية ومرة للحنث في اليمين، وعليه أن يطهر نفسه من الأمرين جميعًا، أما إذا كان القسم على ألا يفعل شيئًا هو في ذاته مباح، كأن يقسم ألا يأكل في بيت أبيه، أو من طعام أخيه، أو ألا ينام على فراش أو نحو ذلك، فإن فعل ما أقسم على تركه كان عليه أن يكفر عن يمينه حتى يعفو الله عنه، ومن تكرر منه الحنث، ولم يكفر عن يمينه، فعليه أن يكفر ولو مرة واحدة، ثم يتوب إلى الله، ويكثر من الاستغفار من ذنوبه، مع العزم على عدم العودة “ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا “.