لا يحل لأي مسلم بحال من الأحوال أن يعق والديه ، بل عليه أن يبرهما، والبر بحسب ما يتيسر له، ولو بالنية، ولا يجب على الولد أن يعطيهم ماله كله أو يترك دراسته طاعة لهما، وله أن يكره سوء تصرفهما وسوء أحوالهما ، ولكن لا يكرههما بذاتهما.
فالواجب نحو الوالدين هو الإحسان لا العدل ولا المكافأة بالمثل، والإحسان : مقابلة السيئة بالحسنى، فجاهد نفسك أيها المسلم ولا تحول الشعور النفسي إلى تصرف ما ، لأن الله تعالى لا يؤاخذنا بما لا نملك من الأحاسيس والمشاعر من حب وكراهية، ولكن يحاسبنا على ما ينتج منها من تصرفات، كما أنه سبحانه وتعالى يحاسبنا على أسبابها إذا كان لنا دخل فيها، ويجب علينا أن يكون حبنا وكرهنا لله وفي الله تعالى .
فقد قال الله تعالى:( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) لقمان : 15، فإذا كان الله تعالى أمر بالمعروف مع الأبوين الكافرين الذَين يأمران ولدهما بالشرك ويجاهدا من أجل ذلك، فما بال الوالدين المسلمين مهما كان منهما.
ويجب على المسلم أن يكون كما قال الله تعالى:( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) أن يتودد لهما وأن يحسن لهما وأن يسعى جاهدا في برهما، فقد تكون دعوة منهما مقبولة عند الله تغير موازين حياتك أيها المسلم فدعوة الوالدين مجابة عند الله تعالى.