فإذا قلنا بأن الواجب على من يعمل في البنوك الربوية أن يترك هذه البنوك، فهذا معناه أن يعزل المسلمون عن الاقتصاد العالمي والمحلي، وهذا ليس في مصلحة المسلمين، وإذا كان الرسول ﷺ قد قال: “لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه”، فإن فقه الإسلام يتطلب أن يكثف المسلمون وجودهم في هذه المؤسسات المالية والاقتصادية، ضمانًا لعزة المسلمين وقوتهم.
ومن عمل في هذه البنوك بهذه النية، وينتظر الفرصة لتحويل هذه البنوك إلى النظام الإسلامي؛ فهو مأجور على هذه النية، وما ذلك على الله ببعيد، ولعل الله يهيئ للمسلمين الظروف المواتية ليحولوا بنوكهم إلى النظام الإسلامي الذي يحمل السعادة والرخاء للناس جميعًا، لأنه مؤسس على وحي السماء، والله هو الذي خلق الخلق وهو أعلم بمن خلق وهو اللطيف الخبير. أعانكم الله وثبت خطاكم على طريقه.