العقيقة أفضل من التصدق بثمنها في الأحوال العادية، أما في مثل الأحوال التي نعيشها فأولى الأبواب بالنفقة دفع المال لأهل فلسطين فقد قرر العلماء أن الأعمال تتفاضل على حسب حاجة الناس إليها.
ولكننا لا نفتي كل المسلمين بترك سنة العقيقة والتبرع بها حتى لاتنسى هذه السنة، لكن لو تبرع بعضهم وأقام البعض الآخر السنة حتى ولو بالشيء اليسير لكان ذلك أفضل.
يقول الشيخ فيصل مولوي ـ نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء:
العقيقة هي ذبح كبش أو أكثر شكراً لله بمناسبة ولادة مولود جديد، وهي سنّة مؤكدة، شرعها رسول الله ﷺ. ولا تكون هذه السنة إلا بهذه الكيفية، ولا يجزئ عنها التبرع بقيمتها إلى فلسطين، إلاّ أنّ هذا التبرّع في هذه الأيام بالذات -أيام انتفاضة الأقصى المبارك- يكاد يأخذ حكم الوجوب الشرعي على المستطيع، وربما كان ثوابه عند الله أهمّ من ثواب العقيقة، رغم أنّ هذه السنّة تحقّق في المجتمع الإسلامي نوعًا من التكافل والتعاون ذي الأثر الواضح، لكن المسلم يتعاطى خارج الفرائض بالأولويات، فإذا كانت مساعدة أهل فلسطين أولى من العقيقة فلا بأس أن يرسل من المال هناك بمقدار العقيقة؛ فيحصل على ثواب مساعدة إخوانه في فلسطين، وقد يكون هذا الثواب يعادل أجر العقيقة أو أكثر من ذلك بحسب حاجة إخوانه هناك.. ولكن لا يمكن أن يقال: إنه أرسل ثمن العقيقة بمعنى أنه حقّق هذه السنّة المباركة، إنما حقّق أمراً مستحباً آخر، وقد يكون واجبًا.