جاء النهي الصريح عن الاحتفال بأعياد غير الأعياد التي في الإسلام، ومن المعلوم أن أعياد الميلاد ليست من أعياد المسلمين ولا أصل لها في الإسلام بل هي من أعياد الكفار ولا يشرع فعلها، ففي سنن أبي داوود والنسائي من حديث أنس بن مالك أنه قال: قدم رسول الله ﷺ المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال ما هذان اليومان قالوا كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال رسول الله ﷺ إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر. والحديث صححه الألباني . فعلى المسلم أن يربأ بنفسه وأولاده عن مجاراة ومسايرة غير المسلمين، في طقوسهم وأعيادهم، وعاداتهم، للحديث الصحيح: “من تشبه بقوم فهو منهم”.
حكم تهنئة الكفار بأعيادهم:
هذا أمر اختلف فيه الفقهاء، وقد يرجح جواز تهنئتهم بما لا يدل على إقرارهم على شركهم ولا أي منكر من منكراتهم، وخاصة عند الحاجة إلى هذه التهنئة ، كالأقارب والجيران منهم وزملاء العمل أو من تربطهم علائق خاصة كالمصاهرة وغير ذلك. وبالأخص إذا كانوا يهنؤننا بأعيادنا .
علما بأن التهنئة ليس معناها اعتناق عقيدتهم أو الرضا بما يفعلون، أو الدخول في دينهم، أو تناول بعض الأطعمة والأشربة المحرمة علينا، أو الاختلاط المذموم أو التبرج، أو الخلوة بين رجل وامرأة لا تحل له، فضلا عن مس شيء منها، وإنما هي نوع من البر الذي لم ينهنا الله تعالى عنه، يقول الله تعالى: ( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ {8} إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9 ) الممتحنة( 8- 9 ) . كما ينبغي التفرقة بين أعياد دينية تمثل عقيدتهم، وبين أعياد قومية ، فالاتفاق قائم على أن ما كان أساسه دينيا فلا نشاركهم فيه، وما كان أساسه غير ديني فلا مانع من التهنئة، ولكن بالضوابط المشروعة.
حكم الإحتفال بعيد ميلاد الأبناء:
الاحتفال بعيد ميلاد الأبناء أو البنات هذا لم يرد في الشرع، ولم يثْبُت أن النبي ﷺ ولا أحدا من الصحابة الكرام أو السلف الصالح احتفل بعيد ميلاده أو أحد أبنائه أو بناته، وهذا من البدع المشتهرة والمنتشرة في بلاد المسلمين تقليدا للمسيحيين أو غيرهم من غير المسلمين.
كيف يحتفل المسلم:
يقول فضيلة الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي: منشأ هذا هو التقليد الأعمى للغرب، فمن مرت عليه سنة فالمفروض أن يحاسب نفسه على هذه السنة، ويبكي على نفسه لا أن يشعل الشموع ويحتفل بنفسه، وبالنسبة للأولاد فاتخاذ هذه العادة لهم سنوياً لا يجوز، إنما يمكن أن نحتفل بالأولاد في مناسبات معينة مثل عندما يولد المولود نحتفل به، ونعمل له عقيقة، وعندما يبلغ سبع سنوات نحتفل به ونقول له هذه سن الصلاة، فهذه حفلة الصلاة، وعندما يبلغ 10سنين نعمل حفلة أخرى “حفلة الضرب” نقول له: لقد احتفلنا بك من 3 سنوات سابقة حتى تصلي، الآن كبرت وإذا لم تصل تستحق الضرب، وبعدما يبلغ 15 سنة نعمل له حفلة أنه بلغ سن التكليف، هذه حفلات بمناسبات وليس كلما ازداد سنة نحتفل به، ثم نحتفل بمناسبات أخرى ، وكذلك بالنسبة للفتاة فبالإضافة إلى ما سبق يمكن أن نحتفل بها عندما ترتدي الحجاب، فهذه الحفلات لمناسبات ولا نحتفل بهم كل سنة.