الأصل في دفن الميت أن تُحْفَرَ له حفرة في الأرض، ويوضَع تحت مستوى سطحِها، ولا يتحقّق الدفن بغير ذلك، قال تعالى: (مِنْها خَلقناكُمْ وفِيها نُعيدُكم ومِنْها نُخْرِجُكم تارةً أُخْرَى) (سورة طه: 55) وينبغي تعميق القبر بحيث يمنع رائحة الجُثّة وسطو السِّباع والوحوش عليها، لحديث النسائي والترمذي في شهداء أحد “احفروا وأعْمِقوا” ولا يجوز رفع القبر زيادة على قدر شبر من الأرض، كما لا يجوز البناء عليه، لحديث مسلم عن جابر ـ رضي الله عنه أن النبي ـ ﷺ ـ نهى عن ذلك.
وعلى هذا لا يجوز الدّفن في مقابرَ ذاتِ طوابقَ بعضُها فوق بعض؛ لأن شرط القبر أن يكون تحت مستوى الأرض. فهل يتحقق ذلك في قبر متعدِّد الطبقات؟ ومع ذلك لا توجد ضرورة الآن إلى هذه الطبقات ويجب تدبير مكان آخر إذا لم يوجَد متَّسع في المقبرة الحالية، وإذا بَلِيَتْ عظامُها جاز الدّفن فيها مرة أخرى.