حرم الله سبحانه وتعالى أي اتصال بين الرجل و المرأة في غير الزواج لأن الزنا فساد كبير ، وشر مستطير ، أما الزواج فهو سكن ورحمة وقد جعل الله بين الأزواج هذه المودة والرحمة، لأن الأسرة في الإسلام هي قوام المجتمع وعماده. وقد اهتم بها الإسلام أيما اهتمام، ولذلك أرسى الله قواعد هذه الأسرة وأراد الله لهذه الأسرة أن تقوم على أساس من الطهر و العفاف فقال تعالى :
( فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ) النساء 25
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية :
وقوله تعالى : “محصنات” أي : عفائف عن الزنا لا يتعاطينه، ولهذا قال : “غير مسافحات” وهن الزواني اللاتي لا يمنعن من أرادهن بالفاحشة . قال ابن عباس : “المسافحات” هن الزواني المعلنات يعني الزواني اللاتي لا يمنعن أحدا أرادهن بالفاحشة .

وقال تعالى أيضاً: ( الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ (5) سورة المائدة ،
قال ابن كثير رحمه الله :

ما هو شرط الإحصان

قوله : ” محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ” فكما شرط الإحصان في النساء ، وهي العفة عن الزنا كذلك شرطها في الرجال ، وهو أن يكون الرجل محصنا عفيفا ، ولهذا قال : غير مسافحين وهم الزناة الذين لا يرتدعون عن معصية ولا يردون أنفسهم عمن جاءهم ولا متخذي أخدان ـ أي : ذوي العشيقات الذين لا يفعلون إلا معهن ..
ومن أجل منع الإسلام الوقوع في الزنا حرم الخلوة بالمرأة الأجنبية ؛ لأن هذا مظنة الوقوع في فاحشة الزنا فمجالسة المرأة الأجنبية لا تجوز أن تكون فى خلوة بل لا بد من وجود طرف آخر يمنع وسوسة الشيطان لهما بالسوء على حد قول الحديث الشريف الذى رواه الطبرانى “إياك والخلوة بالنساء ، فوالذى نفسي بيده ما خلا رجل بامرأة إلا ودخل الشيطان بينهما” وقد صح فى تحريم الخلوة “لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذى محرم ” رواه البخارى ومسلم .
وهذا لإن الغريزة الجنسية تتحين أية فرصة للاستجابة لرغبتها ، ومن أجل ذلك حرم الإسلام النظر واللمس والخضوع بالقول ، والخلوة ، أخرج أبو داود والنسائى أن رجلا من الأنصار مرض حتى صار جلدة على عظم ، فدخلت عليه جارية تعوده وحدها فهشَّ لها ووقع عليها، فدخل عليه رجال من قومه يعودونه فأخبرهم بما حصل منه وطلب الاستفتاء من النبى ، فقالوا لرسول الله :‏ ما رأينا بأحد من الضر مثل ما الذى هو به ، ولو حملناه إليك لتفسخت عظامه ، ما هو إلا جلدة على عظم ، فأمر رسول الله :‏ بإقامة الحد عليه ، بضربه بمائة شمراخ ضربة واحدة .‏أهـ

هل يجوز الاستمتاع بالأجنبية

الاستمتاع ولو كان خارجيا بالأجنبية حرام قطعا، ولا يجوز لمسلم الالتجاء إليه مهما كانت الدواعى والبواعث .

يقول فضيلة الشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر الأسبق :
إن معاشرة الأجنبية والاختلاط بها وتقبيلها وضمها حرام قطعا .‏ ولا يجوز لمسلم متمسك بدينه أن يلجأ إليه مهما كانت الدواعى والبواعث .‏ أهـ

وعلى هذا فننصح بالإكثار من الأعمال الصالحة والصلاة والاستغفار ، والابتعاد عن العلاقات المحرمة المشبوهة ، وليعلم أن باب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها وأن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر .
ويجب المبادرة إلى اتخاذ الطريق الشرعي الذي يحفظ المسلم به نفسه بإذن الله وهو الزواج الذي يدرأ به نفسه من الوقوع في الحرام .