الأفضل في جميع الصلوات التعجيل بها متى تحقق دخول وقتها ، فيما عدا صلاة العشاء فيستحب تأخيرها إلى ثلث الليل الأول.
وقد يعرض ما يجعل التأخير أفضل كانتظار الجماعة مثلا ، أو شدة الحرارة في الظهر فيسن تأخيرها إبرادا بها.
وفي ذلك يقول الشيخ ابن العثيمين – رحمه الله- :
الأكمل أن تكون الصلاة على وقتها المطلوب شرعاً ، ولهذا قال النبي ﷺ في جواب من سأله أي العمل أحب إلى الله عز وجل ؟ قال : ” الصلاة على وقتها ” ولم يقل ( الصلاة في أول وقتها ) وذلك لأن الصلوات منها ما يسن تقديمه ، ومنها ما يسن تأخيره ،فصلاة العشاء مثلاً يسن تأخيرها إلى ثلث الليل، ولهذا لو كانت امرأة في البيت وقالت أيهما أفضل لي أن أصلي صلاة العشاء من حين أذان العشاء أو أؤخرها إلى ثلث الليل ؟
قلنا : الأفضل أن تؤخرها إلى ثلث الليل ؛ لأن النبي ﷺ تأخر ذات ليلة حتى قالوا : يا رسول الله رقد النساء والصبيان . فخرج وصلى بهم وقال : ” إن هذا لوقتها لولا أن أشق على أمتي ” .
فالأفضل للمرأة إذا كانت في بيتها أن تؤخرها . وكذلك لو فرض أن رجالاً محصورين ، يعني رجالاً معينين في سفر فقالوا : نؤخر الصلاة أو نقدم ؟ فنقول : الأفضل أن تؤخروا . وكذلك لو أن جماعة خرجوا في نزهة وحان وقت العشاء فهل الأفضل أن يقدموا العشاء أو يؤخروها ؟ نقول: الأفضل أن يؤخروها إلا إذا كان في ذلك مشقة.
وبقية الصلوات الأفضل فيها التقديم إلا لسبب، فالفجر تقدم ، والظهر تقدم ، والعصر تقدم ، والمغرب تقدم ، إلا إذا كان هناك سبب . فمن الأسباب :
إذا اشتد الحر فإن الأفضل تأخير صلاة الظهر إلى أن يبرد الوقت ، يعني إلى قرب صلاة العصر ؛ لأنه يبرد الوقت إذا قرب وقت العصر، فإذا اشتد الحر فإن الأفضل الإبراد لقول النبي ﷺ : ” إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم “. وكان ﷺ في سفر فقام بلال ليؤذن فقال : ” أبرد ” ثم قام ليؤذن فقال : ” أبرد ” ثم قام ليؤذن ، فأذن له .
ومن الأسباب أيضاً أن يكون في آخر الوقت جماعة لا تحصل في أول الوقت، فهنا التأخير أفضل، كرجل أدركه الوقت وهو في البروهو يعلم أنه سيصل إلى البلد ويدرك الجماعة في آخر الوقت، فهل الأفضل أن يصلي من حين أن يدركه الوقت، أو أن يؤخر حتى يدرك الجماعة ؟