ليس هناك صلاة كفارة أو قضاء تصلى في آخر رمضان لتكفير أو قضاء ما فات من الصلوات، وإن كان بعض العامة يحكي كلاما يفيد هذا المعنى على أنه حديث ولكن لا يوجد هذا الحديث في الكتب الصحيحة، وعلامة الوضع فيه ظاهرة، فالصلاة التي تفوت الإنسان لا يكفرها إلا قضاؤها ، ومن المعلوم أنه من ترك الصلاة ناسياً لا يكفرها إلا قضاؤها كما صح في الحديث ، وإذا كان هذا في الصلاة التي نام عنها أو سها عنها الإنسان فكيف بالصلاة المتروكة عمداً ؟! إن قضاءها أولى بالوجوب .
إن الكلام المذكور يغري الناس بترك الصلاة حيث يكفيهم عنها صلاة واحدة في آخر جمعة من رمضان ، ولم يقل بهذا أحد من العلماء ، بل إنهم على الرغم من قبولهم الأحاديث التي تقول: إن الصلاة الواحدة في مسجد مكة بمائة ألف صلاة فيما سواه ، وفي مسجد المدينة بألف وفي المسجد الأقصى بخمسمائة ، يقولون بأنها لا تغني عن الصلوات المفروضة، ولا تقوم مقام الصلوات الفائتة ، وإنما المراد كثرة ثواب الصلاة في هذه الأماكن المقدسة .
ونحذر من يقومون بترويج هذه المنشورات من تبعة العمل بما يروجونه ، فهو أولاً كذب على الله وعلى رسوله ، والله تعالى يقول { إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون } [ سورة النحل : 116 ] والرسول -ﷺ- يقول : ” من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ” رواه البخاري ومسلم .
وهو أخيرًا سيتحمل وزر من يتهاونون في الصلاة اكتفاء بصلاة الكفارة المزعومة {وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون} [ سورة العنكبوت : 13 ] ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ” رواه مسلم . والذين وضعوا هذا الكذب والمشاركون في طبعه وتوزيعه داخلون في هذه المسؤولية .