العيد هو الموسم، فهو اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد، عائد بعود السنة، أو بعود الشهر، أو الأسبوع، أو نحو ذلِك
وللمسلمين عيدان عيد الفطر، وهو أول يوم من شوال، وعيد الأضحى، وهو: اليوم العاشر من ذي الحجة، وليس للمسلمين عيد غيرهما إلا يوم الجمعة
عن أنس رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قدِم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ ولهم يومانِ يَلعَبونَ فيهما، فقال: “قدْ أبْدَلكم اللهُ تعالى بهما خيرًا منهما؛ يومَ الفِطرِ والأضحى”.
فليس عندنا من الناحية الشرعية في دين الإسلام سوى عيدين: الفطر والأضحى، ويوم الجمعة.
حكم الاحتفال بمرور عام على ميلاد الإنسان:
أما ما يسمّيه الغربيون عيد ميلاد لكلّ إنسان فهو لا يعدو أن يكون ذكرى مرور سنة على مولد هذا الإنسان. ولا بأس في هذه الذكرى أن يتزاور الناس وأن يتهادوا وأن يحمدوا الله على إطالة عمر هذا الإنسان سنة كاملة وهو يتمتّع بصحة طيبة ويقوم بواجباته الشرعية. فهذه المسائل تعتبر من الأمور المباحة ولا يدخل إليها الحرج الشرعي إلا إذا اعتبرت عيداً، أو إذا حدث فيها أنواع من المعاصي المخالفات الشرعية كأن يُقام في ذكرى ميلاد إنسان حفلات مختلطة ماجنة تُشرب فيها الخمور أو تتبرّج فيها النساء أو غير ذلك من المحرّمات.
فإذا اقتصرت ذكرى ميلاد إنسان على الأمور المباحة شرعاً فلا حرج في ذلك إن شاء الله؛ لأنها تكون عند ذلك من أمور العادات التي تُعتبر فيها الإباحة هي الأصل. أمّا إذا اعتبرت ذكرى الميلاد عيداً فقد دخلت في معنى العبادات وهذه لا تكون مشروعة إلاّ بالنصّ.