جاء الأمر بصلة الأرحام في القرآن والسنة عاما، وما كان كذلك فيرجع فيه إلى العرف. فالمدار على العرف في اعتبار أخوال وأعمام الأم من الأرحام الذين يجب وصلهم أم لا.
والعرف الآن لا يعتبر وصل الإنسان كل شهر مثلا قطيعة، وكل قريب كان محتاجا للزيارة والتعهد والنصيحة والعون والطعام والشراب والدواء، فتجب صلته بهذا قدر المستطاع.
وفي ذلك يقول الشيخ ابن العثيمين – رحمه الله-:
الصلة في القرآن والسنة مطلقة، فالله عز وجل يقول: { وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ } [الرعد:21]، ويقول: { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ } [محمد:22] والنبي ﷺ في أحاديث متعددة ذكر صلة الرحم ولم يقيدها بشيء معين، فهي -إذاً- ترجع إلى العرف، والعرف يختلف الناس فيه بحسب القرابة من الشخص، وبحسب حاجتهم إلى الصلة، وبحسب أحوال الناس.
فقد يكون الناس -مثلاً- في زمن فقر يحتاج القريب إلى أن تصله بالنفقة؛ بالطعام والشراب والكسوة وما أشبه ذلك، أكثر مما إذا كان الناس في زمن غنى، كذلك مثلاً: قريب مريض يحتاج إلى تعهد أكثر من قريب ليس بمريض، فما جرت به العادة أنه صلة فهو صلة، وما جرت العادة أنه قطيعة فهو قطيعة.
فالناس اليوم لا يرون أن من الواجب أن تذهب إلى قريبك كل يوم، اللهم إلا القريب القريب مثل الأم والأب، ولا يرون من القطيعة إذا وصلته بالشهر مرة أو في المناسبات، المهم أن هذا الشيء يرجع إلى العادة والعرف.