نذكر بأمر هام وهو أنه لا بد أن يكون المسلم على يقين أن الأمور تجري بقدر الله عز وجل فإذا كان قد سبق في علم الله عز وجل أن فتاة ما ستكون زوجة لشخص ما فلو أطبقت الأرض بمن فيها على أن تحول بينه وبينها فلن يستطيع أحد، ولكن ماذا يفعل المسلم إذا كان الله تعالى قد قدر أن هذه الفتاة ليست زوجته وإنما هي زوجة لغيره؟ هل سيرضى بما قدره الله أم سيكفر بالله وساعتها لن ينجيه حبه للفتاة من عذاب الله عز وجل؟
هل يجوز الذهاب للسحرة من أجل الزواج؟
فالواجب على المسلم أن يتعامل مع الأمور بحكمة ولا يجعل عاطفته تورده موارد الهلاك.
فإذا كان صادقا في حبه لفتاة ما فخيرا يفعل أن يأتي البيوت من أبوابها وإذا كان أبوها يرفض فعليه أن يتعرف على أسباب رفضه ويبحث عمن يتوسط بينه وبين أبيها ليقرب المسافة بينهما ويأخذ بكل الأسباب التي لا تجلب عليه سخط الله أما أن يفكر في اللجوء إلى السحر فهذا كفر بالله تعالى فكيف يطلب رزق الله تعالى بمبارزته بالمعصية فالتفكير في هذا الأمر حرام وهو فعل عظيم ألا وهو الاستعانة بالسحرة والمشعوذين والكهان ـ
لأن السحر حرام تعاطيه وحرام طلبه وحرام تصديق أهله بل هو من الكفر الأكبر لقوله تعالى: ( واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرأ و زوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ).وعليه فإنه يحرم الذهاب إلى السحرة والاستعانة بهم.
ما يجب على المسلم إذا أراد الزواج؟
الواجب على المسلم الذي يريد الزواج أن يأخذ بكل الأسباب المشروعة ويستخير الله تعالى ويصدق في إقباله على الله عز وجل ويتذلل إليه وكيفية الاستخارة علمنا إياها رسول الله ﷺ فقد أخرج البخاري من حديث جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله ﷺ يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن
يقول: “إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسمي حاجته) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فأقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسميه) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضّني به. فيصلي ركعتين من غير الفريضة (تطوعا) إذا أراد أن يقوم بأمر من الأمور، ويقول هذا الدعاء المذكور في الحديث، ويمضي في حاجته، فإن كانت خيرا سييسرها الله له وإن كانت غير ذلك سيصرفها عنه.