مقاهي الإنترنت من حيث المبدأ لا شيء فيها ، فهي وسيلة للاطلاع على ما ينفع الناس من خلال شبكة المعلومات ( الإنترنت ) لكن بعض الناس من الممكن أن يسيء استخدامها ،وعلى كل صاحب مقهى أن يكون يقظا ومنتبها فلا يسمح لأحد من الزبائن أن يشاهد أو يسمع شيئا محرما من الاطلاع على العورات أو الأمور الجنسية، ولا يجوز التغافل عن ذلك بدعوى الرزق، فإن المؤمن ممنوع أن يعين أخاه على الإثم.

وقد يحسن بصاحب المقهى استعمال برنامج يفسد على الناس المواقع الجنسية. وليس هذا من التجسس المنهي عنه، بل هو من لوازم النهي عن المنكر الواجب على كل مسلم طالما أن الأمر يتم آليا، وليس فيه اطلاع على خصوصياتهم .

ويحسن بصاحب المقهى أيضا أن يعلق لا فتة مثلا ينبه فيها الناس إلى عدم استخدام المواقع الإباحية أو المواقع التي تظهر الأغاني التي تظهر فيها العورات أو ما شابه ذلك من الأمور المحرمة، ويكون ذلك بمثابة العقد بينه وبين المستخدمين ، ومادام حريصا ويقظا في متابعته فالإثم على المخالف وحده إذا أتى شيئا مخالفا دون علم منه،لكن من عرف منه ذلك يمكن أن يتم طرده .

هل يجوز لصاحب مقهى الإنترنت التجسس على الزبائن؟

يقول الدكتور سامي بن عبد العزيز الماجد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية:-
ما تفعلونه ليس تجسُّساً ولا تحسُّساً ولا تتبعاً لعورة، فأنتم لا تعلمون ماذا يكتب وماذا يقرأ ولا تسمعون حديثه، ولم تطَّلعوا على رسائله، ولم تقتحموا شيئاً من خصوصياته، وغاية ما تعلمون هو نوع الموقع الذي يتصفَّحه ـ أي كونه موقعاً جنسياً أو غير ذلك.
ثم إن عملكم هذا إنما هو لأجل مصلحته هو.

ولكن ـ مع ذلك ـ يجب عليكم أن تستروا عليه إن وجدتموه يرتاد شيئاً من هذه المواقع، ولكم أن تناصحوه، ولكن لا تُشيعوا خبره ولا تفضحوا سريرته ما دام مستتراً بستر الله لم يجاهر بمعصيته، وقد قال : “كل أمتي معافى إلا المجاهرين” أخرجه البخاري (6069)، ومسلم (2990) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – .

-على أنه ينبغي كذلك ـ زيادة على ما تبذلونه في سبيل حجب المواقع السيئة عن رواد مقهاكم ـ أنْ تكون الأجهزة مكشوفة حتى يسهل مراقبتها، فكم وجد من الطوام والفظائع في الغرف المغلقة.

-وأن يتم تفقّد الأجهزة كل حين؛ لتنظيفها من كل ما قد يُحفظ فيها من الصور أو المواقع المحرَّمة ونحو ذلك مما يستعان به للوصول إليها.
-هذا، مع ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمسئولية صاحب المقهى أو من يقوم مقامه في ذلك أعظم من غيره ، فله في محله سلطان كسلطان الأب في بيته.

ما هو الواجب على كل صاحب مقهى انترنت؟

يقول الدكتور سامي بن عبد العزيز الماجد: المأمول من كل صاحب مقهى انترنت فوق ذلك بكثير، وينبغي ألا يقنع بمجرد تطهير محله من أن يكون عوناً على الفساد، بل المنتظر منه أن يكون له سابقة في استثمار المقهى في دعوة الشباب إلى الخير وشغل أوقاتهم بالنافع المفيد.

إنَّ في جملة الشباب المترددين على هذه المقاهي من المهارات والطاقات ما يحتم علينا استثمارها وتوظيفها في سبل الخير، ونجاح هذا مرهونٌ بقوة التأثير والاجتذاب التي لا تتحقق غالباً إلا من خلال التجديد والابتكار واستغلال تقنيات هذا العصر .

إنني أدعو كل مسلم يرغب في الاستثمار في هذا المجال ـ إلى الأخذ بهذه الوسائل والاجتهاد في استغلالها، حتى يجعلوا من هذه المقاهي موطناً للهداية والإفادة ، وحتى يعلم الناس أن المقاهي ما هي إلاَّ أداةٌ تصلح أن تكون نواة للخير، وليست حكراً على الفساد .
جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا لمرضاته ويستعملَنا في طاعته.