السعي في طلب الرزق فرض عين وفضله عظيم ففي الحديث (إن من الذنوب ذنوباً لا يكفرها إلا الهم في طلب المعيشة.) والعمل لدين له فرض على الكفاية، والمطلوب من المسلم أن يحقق التوازن بين الأمرين، وأن يقنع بالقليل، فضلا عن أن العمل لدين الله، لا تحده الأقطار.
السفر لطلب الرزق وخاصة إلى دولة إسلامية عمل مباح من حيث الأصل. لكن سعي المسلم لكفاية أسرته (الزوجة والأولاد والآباء) يعتبر جهاداً في سبيل الله، وهو عند جميع الفقهاء بمنزلة فرض العين.
أما العمل مع إخوانه في الدعوة إلى الله فهو فرض كفاية. وعند التعارض يقدم فرض العين على فرض الكفاية. لكن على المسلم أن يجمع بين الفرضين ما استطاع. وذلك يكون بأحد طريقين:
1- أن يبحث كل مسلم عن عمل دعوي إلى جانب عمله المعيشي وهو في أي بلد موجود فيه سواء للرزق او لاي سبب أخر.
2- أن يعود إلى بلده عندما يتوفر له من العمل المعيشي حداً معقولاً لكفاية أهله، فلا يدفعه الطمع في الدنيا إلى البقاء خارج بلده يبحث عن الرفاهية الزائدة ويدخر المال. لكن ليس مطلوباً منه أن يغامر بالرجوع إلى بلده قبل التأكد من توفر العمل المناسب الذي ينفق منه على أهله ما يحتاجون إليه بدون إسراف ولا تقتير.
فمن كان في الغربة من أجل إعفاف أهله فهو في جهاد إن شاء الله. وعمره لا يضيع وليس خاسراً. لكن يوطن نفسه على الرجوع في أقرب فرصة- إن لم يجد له عملاً دعوياً- وبعد الأخذ بأسباب الرزق.