إن صلة الأرحام واجبة، وقد أكد الله عليها، وحذر من قطعها، قال تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ [محمد:22].
وقال ﷺ: قال الله عز وجل: أنا الرحمن، خلقت الرحم، وشققت لها من اسمي اسماً، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتته. رواه البخاري وأحمد وهذا لفظ أحمد.
والواجب على المسلم أن يصل أرحامه، وأن يعين على وصل الأرحام مَن تحت مسئوليته، كالزوجة والأبناء، لا أن يكون حجر عثرة في سبيله مما يؤدي إلى زيادة الشحناء والبغضاء بين الأقارب الأدنين، وهذا نوع من الإعانة على المعصية، والتشجيع عليها، وهو ما تأباه قواعد الشريعة وأصولها، قال الله عز وجل: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].
والذي ننصح به الزوج إذا كنت على يقين أن زيارة زوجتك لأحد قريباتها أو حديثها معهم عبر الهاتف يتسبب في المشاكل فلا يجوز لك أن تمنعها من الحديث معهم أو زيارتهم، ولكن أمام حل وسط وهو أن تسمح لزوجتك بالاتصال بهم ولكن في وجودك وهذا تغلق به أي باب من أبواب الشر ينغص عليك حياتك، وفي نفس الوقت تكون قد أعنت زوجتك على صلة رحمها.
والله أعلم.