الحروف المقطعة تكررت في كثير من سور القرآن، والمقصود منها تحدي العرب الذين أنكروا نبوة الرسول –ﷺ- وأنكروا أن يكون القرآن وحيا من عند الله، حين قالوا ” إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ ” فجاءت الحروف المقطعة لتقول لهم إن القرآن نزل بلغتكم فإن استطعتم أن تختلقوا مثله فافعلوا، ولذلك يأتي بعد ذكر هذه الحروف الحديث عن الوحي والقرآن.
أما ياسين وطه فهما من الحروف المقطعة وليسا من أسماء الرسول –ﷺ.
يقول فضيلة الشيخ علي الطنطاوي –رحمه الله-:
بالنسبة للحروف المقطعة فأولى الأقوال بالقبول أن الله تعالى لما تحدى العرب الذين أنكروا أن القرآن وحي من عند الله، وادعوا أنه من قول الرسول –ﷺ- قال لهم ما معناه: إن القرآن مؤلف من هذه الحروف، وهي حروف لسانكم، وهي تحت أيديكم، ومحمد واحد منكم، فإذا استطاع أن يؤلف منها القرآن، فألفوا أنتم مثله هذه الحروف أمامكم ألف لام ميم (ذلك الكتاب) هل الكتاب إلا كلمات وهل الكلمات إلا من الحروف؟
وياسين وطه من الحروف المقطعة أيضا، وإن كان قد فشا في المتأخرين أنهما من أسماء الرسول –ﷺ-، ولم يعرف ذلك في عهد النبوة، ولا على عهد الصحابة ولا التابعين، ولا من بعدهم من أهل القرون الأربعة الأولى، أما ما يقوله بعض الصوفية، ولا سيما ابن عربي، فهو مردود، ونحن نقبل واحدا من اثنين: ما ثبت بالدليل النقلي القطعي من الكتاب أو السنة الصحيحة، وما ثبت بالحس والتجربة وعد من حقائق العلم.