ماء زمزم ماء طيب طاهر مبارك وهو طاهر مطهر يجوز الوضوء والاستحمام به، وغير ذلك، والأولى صيانته عن موضع النجاسة إلا أن يحتاج المسلم لهذا الماء فلا بأس من استعماله.
يقول فضيلة الشيخ عطية صقر ـ رحمه الله ـ في كتابه أحسن الكلام في الفتوى والأحكام:
جاء في فتاوى النووي المسماة بالمسائل المنثورة ، في المسألة الخامسة : لا تُكْره الطهارة بماء زمزم عندنا ـ يقصد : الشافعية ـ وبه قال العلماء كافة ، إلا أحمد في رواية . دليلنا أنه لم يثبت فيه نهي ، وثبت عن النبي ـ ﷺ ـ أنه قال : ” الماء طهور لا يُنَجِّسُه شيء ” ، أخرجه أحمد من حديث أبي سعيد الخُدْري . وأما ما يُقال عن العبَّاس من النهْي عن الاغتسال بماء زمزم ، فليس بصحيح عنه . انتهى
مما لا شك فيه أن ماء زمزم ماء طيب مبارك ، ووردت الكثير من الأحاديث في فضل ماء زمزم، منها :” إنها مباركة إنها طعام طعم ” وقد أجاز العلماء غسل الثياب منه ، و الوضوء منه ، وكذلك الاستنجاء إن اقتضت الحاجة .
ويقول سماحة الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ:
قد دلَّت الأحاديث الصحيحة على أن ماء زمزم ماء شريف مبارك ، وقد ثبت في صحيح مسلم ( 2473 ) أن النبي ﷺ قال في زمزم :” إنها مباركة إنها طعام طعم ” وزاد في رواية عند أبي داود ( أي الطيالسي ) (1/364 ) بسند جيد :” وشفاء سقم ” فهذا الحديث الصحيح يدل على فضل ماء زمزم ، وأنه طعام طعم ، وشفاء سقم ، وأنه مبارك ، والسنة : الشرب منه ، كما شرب النبي ﷺ منه ، ويجوز الوضوء منه والاستنجاء ، وكذلك الغسل من الجنابة إذا دعت الحاجة إلى ذلك .
وقد ثبت عنه ﷺ أنه نبع الماء من بين أصابعه ، ثم أخذ الناس حاجتهم من هذا الماء؛ ليشربوا وليتوضئوا ، وليغسلوا ثيابهم ، وليستنجوا ، كل هذا واقع .
وماء زمزم إن لم يكن مثل الماء الذي نبع من بين أصابع النبي ﷺ لم يكن فوق ذلك ، فكلاهما ماء شريف ، فإذا جاز الوضوء ، والاغتسال ، والاستنجاء ، وغسل الثياب من الماء الذي نبع من بين أصابعه ﷺ ، فهكذا يجوز من ماء زمزم .
وبكل حال فهو ماء طهور طيب يستحب الشرب منه ، ولا حرج في الوضوء منه ، ولا حرج في غسل الثياب منه ، ولا حرج في الاستنجاء إذا دعت الحاجة إلى ذلك كما تقدم ، وقد روي عن النبي ﷺ أنه قال :” ماء زمزم لما شرب له” ( أخرجه ابن ماجه (3062 ) وفي سنده ضعف ، ولكن يشهد له الحديث الصحيح المتقدم .