ماء زمزم أفضل ماء في الأرض ، وفيه شفاء لكثير من الأسقام إن لم يكن لكلها، وهو لما شرب له، والشرب منه من شعائر الحج والعمرة، والدعاء بعد الشرب منه مستحب، ولا يبطل تأثيره إذا خرج من الحرم بإذن الله تعالى.

بداية ظهور ماء زمزم:

يقول الدكتور عبد الرحمن العدوي ، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر:
إن بئر زمزم نعمة الله على هاجر وابنها إسماعيل، فقد أغاثهما الله وفجر لهما هذه البئر بجوار البيت الحرام الذي بناه فيما بعد إبراهيم وولده إسماعيل صاحب هذه الكرامة من الله تعالى، الذي أنقذه من الهلاك عطشًا، وكانت هذه البئر سببًا في عمران مكة البلد الحرام، فقد نزلت قبيلة جرهم بجوار هذا البئر، وكبر إسماعيل، وتزوج منهم، وعمرت مكة، وجعل الله أفئدة الناس تهوي إلى بيته الحرام، ورزقهم من الطيبات، واستجاب فيهم دعوة إبراهيم ـ عليه السلام ـ الذي قال عندما ترك ابنه وزوجه عند البيت بأمر ربه قال: (ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون).

ماء زمزم طعام طعم وشفاء سقم:

وماء زمزم ماء مبارك، قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطعم وشفاء السقم”. وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تستشفي شفاك الله، وإن شربته ليشبعك أشبعك الله، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله، وهي هَزْمة جبريل ـ أي غمزته بعقب رجله، هزمها جبريل برجله فخرج الماء. والهزم: ما تكسر من يابس الحطب ـ وسُقيا الله إسماعيل عليه السلام”. رواه الدارقطني والحاكم وزاد: “وإن شربته مستعيذًا أعاذك الله”.

وكان ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ إذا شرب ماء زمزم قال: “اللهم إني أسألك علمًا نافعًا، ورزقًا واسعًا، وشفاء من كل داء”.

هل يبطل تأثير ماء زمزم إذا نقل من بلد لآخر:

بركة ماء زمزم وفضلها لا يزول بعد خروجها من الحرم، ونقلها إلى مكان أو بلد آخر، فقد روي أن السيدة عائشة كانت تنقل ماء زمزم معها وهي عائدة إلى المدينة المنورة، وإن صدق النية، وحسن التوجه إلى الله، وصفاء القلب كفيل بتحقيق الدعاء، والوصول إلى الخير الذي وعد به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من يتضلع من ماء زمزم، ويملأ به جوانبه، ويدعو الله بحاجته، والله سميع الدعاء.