لكلِّ جماعة مَنهج، ولا يصحُّ الحكم عليها إلا بعد معرفتِه معرفةً جيِّدة، دون الاعتماد على ما يُقال عنها فقد يكون غيرَ صحيح، ومع ذلك فنقول بالنّسبة لأي فرد أو جماعة تقوم بالدعوة إلى الله:
1 ـ لا يصحُّ أن يدعوَ أحد بما لم يفهمْه فَهمًا صحيحًا من أحكام الدين.
2 ـ لا يصحُّ التعصُّب لرأي اجتهاديٍّ فيه خِلاف بين العلماء.
3 ـ لا يصحُّ أن يُغيَّر المنكَرُ بأسلوب يؤدِّي إلى منكر آخر، وإلا لضاعتْ فائدة الدّعوة التي تستهدِف الإصلاح.
4 ـ الدعوة فَرض كِفاية وليست فَرضَ عَين، فإذا قام بها البعض سقط الطّلَب عن الباقين، وذلك إذا وُجد غير واحد يصلُح لها، قال تعالى: (ولْتَكُن منكم أمَّةٌ يدْعُون إلَى الخَيْرِ ويَأْمُرونَ بالمَعْروفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ) (سورة آل عمران : 104) وقال: (وما كانَ المُؤمِنونَ لِيَنْفِرُوا كَافّة فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفةٌ لِيَتَفَقَّهوا فِي الدِّينِ وليُنذِروا قومَهم إذا رَجَعُوا إليْهِمْ لَعلّهم يَحذَرُونَ) (سورة التوبة : 122).
5 ـ ترك عمل واجب مُهِمّ من أجل الدعوة التي يُمكن أن يقوم بها الغَير ـ أمر لا يجوز.
6 ـ العمل نفسه ما دام في الخير فهو طاعة، والدّعوة طاعة، ويجب التّنسيق والتخصُّص “اعْملُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ”.
7 ـ يمكن أن تمارَس الدّعوة أثناءَ العَمل بين الزُّملاء، فيفوز الشّخص بالحُسْنَيَيْنِ.
8 ـ إذا كان الله يقول: (والمُؤْمِنونَ والمُؤمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرونَ بِالمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ) (سورة التوبة : 71) فذلك فيما يعرِفه الشّخص ويَستطيعه، أمّا ما لا يعرِفه بصِدق ولا يستطيعُه فسيقوم به غيرُه ممّن يعرِف ويستطيع.