من رحمة الله تعالى بعباده أنه يضاعف الحسنات، فالحسنة بعشر أمثالها، ولا يجعل السيئة إلاّ بمثلها، وهذا من عدله، وهناك أماكن تكون السيئة فيها شديدة مثل الحرم لانتفاء دواعيها، فالتحريم هنا يكون أشد وأعظم.
قال الله تعالى: “من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون” (الأنعام).
وقال سبحانه وتعالى: “إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها”.(النساء).
-فجزاء الله سبحانه وتعالى على الحسنات يقوم على الفضل.
-وجزاؤه سبحانه وتعالى على السيئات يقوم على العدل.
فيجزئ على الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ويجزئ على السيئة سيئة مثلها أو يعفو، وبهذا يُعلم أن الذنب لا يُضاعف أبداً لا في زمان ولا في مكان، بمعنى أنه لا يجزى على السيئة سيئتين أو ثلاثاً أو أكثر، لكن السيئة في المكان الفاضل كالحرم، والزمان كرمضان والأشهر الحرم أعظم من السيئة في سائر الزمان أو سائر الأمكنة.
وليست هذه مضاعفة للسيئات ولكن تغليظ وتعظيم لها، وكلما قويت الأسباب الموجبة لتغليظ التحريم كان التحريم أعظم، كما أن الذنب من العارف بدين الله وبما حرم الله أعظم من الذنب الذي يقع من الجاهل.