إن من الأمور المعلومة لدى كل مسلم أن ما يسمى “مسابقات ملكات الجمال” تتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وكذلك تتنافى مع كل القيم والأخلاق الطيبة للمسلمين.
وفي الحقيقة إن مسابقات ملكات الجمال، ما هي إلا تقليد أعمى للغرب، وهذه المسابقات تعتبر امتهانًا للمرأة، واحتقارًا لشأنها، بل إن هذه المسابقات تجعل المرأة كالسلعة، التي يقلبها المتسوقون، وهي استغلال لجسد المرأة في الإعلانات التجارية الرخيصة، وإقامة مسابقة لملكات الجمال، محرم شرعًا ويعتبر من المنكرات الكبيرة، وإشاعة للفحشاء بين الناس، وقد قال الله سبحانه وتعالى: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذابٌ أليم في الدنيا والآخرة).
وتذكرنا مسابقات ملكة الجمال بما كان يجري في أسواق النخاسة، حيث كانت الجواري يبعن ويقلبهن المشترون، وهذا من الأمور المؤسفة أن ينحدر بعض الناس إلى هذا المستوى.
فمسابقة ملكات الجمال من المنكرات التي يجب شرعًا إنكارها، وعدم السكوت عليها، وينبغي أن نعلم أنه يحرم المشاركة فيها، والمساهمة فيها بأي شكل من الأشكال، وكل من يرضى من أولياء أمور الفتيات، أن تشارك ابنته أو أخته في مسابقة ملكة الجمال فليعلم أنه ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب، وأنه رجل ديوث، والديوث لا يدخل الجنة ولا ينظر الله إليه يوم القيامة.
وقد ورد في الحديث إن النبي ـ ﷺ ـ قال: “ثلاثة لا يدخلون الجنة ولا ينظر الله إليهم: العاق لوالديه، والديوث، ورجلة النساء.
وقيل للنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ من الديوث قال الذي لا يبالي بمن دخل على أهله، فالديوث الذي لا يغار على أهله، ويرى المنكر فيهم ويسكت، وأي منكر أعظم من مشاركة الفتاة بمسابقة ملكة الجمال، حيث سيخضع جسمها لقياس القياسين، وهذا منكر على كل من يستطيع أن يمنعه فيجب عليه منعه.
وقد قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون).
فيجب على العلماء والدعاة والمربين، أن ينكروا هذه المسابقات الخبيثة، وكذلك واجب على كل من يدافع عن حقوق المرأة، وعن كرامتها أن يتحرك لهذا الانتهاك الصارخ لحقوق المرأة.