عن أبي سعيد الخُدْرِي ـ رضي الله عنه ـ قال : خرج علينا رسول الله ـ ﷺ ـ ونحن نتذاكر المسيخ الدجَّال، فقال ” ألا أُخبركم بما هو أخْوف عليكم عندي من المسيخ الدجال “؟ فقلنا: بلى يا رسول الله، فقال ” الشرك الخفي، أن يقوم الرجل فيصلِّي فيُزيِّن صلاته لِمَا يَرَى من نَظَر رَجُل ” رواه ابن ماجه والبيهقي. وجاءت فيه روايات بألفاظ مُتقاربة كلُّها تُفيد أن الرياء مذموم، كأن الإنسان يُشرك مع الله غيره في أداء العبادة، قال تعالى في ذم المرائين ( إنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ الله وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ الله إلَّا قَلِيلاً ) ( سورة النساء: 142 )، وقال تعالى ( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ. الذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ. الذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ ) ( الماعون : 4 ـ 7 ).
والأحاديث في ذَمِّ الرياء كثيرة، منها حديث مسلم في الثلاثة الذي يكونون أولَ من تسعَّر بهم النار يوم القيامة: المجاهِد والعالم والجوَّاد، كانوا يحْرصون على ثناء الناس عليهم، وحديث البخاري ومسلم ” من سمَّع سمَّع الله به، ومن يراءِ يراءِ الله به ” أي: من أظْهر عمله للناس رياءً أظْهر الله نيَّته الفاسدة يوم القيامة وفضحه على رءوس الأشهاد. وحديث ابن خزيمة في صحيحه ” يا أيها الناس إياكم وشركَ السَّرائر ” قالوا وما هو؟ ؛ قال ” يَقوم الرجل فيصلِّي فيزيِّن صلاته جاهدًا، لما يرى من نظر الناس إليه، فذَلك شِرْكُ السَّرائر “، وجاء في حديث أحمد والطبراني أنَّ النبيَّ حذَّرهم من هذا الشِّرْك الخَفي فسألوه كيف يتَّقونه؟ فقال ” قُولُوا اللَّهم إنَّا نعوذ بك من أن نُشركَ بك شيئًا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه ” وفي بعض الروايات: يُقال ذلك ثلاث مرات كل يوم.