عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال عنه النبي ﷺ: “ما رآك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً آخر يا عمر” رواه البخاري ومسلم.
وقال عنه ابن عباس -رضي الله عنه-: أكثروا ذكر عمر، فإنكم إذا ذكرتموه ذكرتم العدل، وإذا ذكرتم العدل ذكرتم الله تبارك.
فعمر الذي ملأ الدنيا عدلا وورعا ما كان له ذكر أو قدر لولا أن منّ الله تعالى عليه وهداه للإسلام، وقصة وئده لابنته في الجاهلة، فهذه الرواية باطلة، ولو كان عمر – رضي الله عنه – ممن فعل ذلك في جاهليته لما كان عليه فيه مطعن ولا مغمز في الإسلام، إذ الإسلام يجب ما قبله.
يقول الدكتور صلاح الصاوي – أمين عام مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا الشمالية-:
الظاهر أن هذه الرواية حول وأد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعض بناته باطلة لا تصح؛ لأن من المعلوم أن أول امرأة تزوجها عمر – رضي الله عنه – هي زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون؛ فولدت له حفصة وعبد الله وعبد الرحمن الأكبر، كما جاء في البداية والنهاية لابن كثير: قال الواقدي وابن الكلبي وغيرهما: تزوج عمر في الجاهلية زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون؛ فولدت له عبد الله وعبد الرحمن الأكبر وحفصة -رضي الله عنهم-، وكان ميلاد حفصة قبل البعثة بخمس سنين، كما جاء في المستدرك وغيره عن عمر -رضي الله عنه- قال: ولدت حفصة، وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي -ﷺ- بخمس سنين، ولهذا فهي أكبر بنات عمر ولم يئدها، فلماذا يئد من هي أصغر منها؟ ولماذا انقطعت أخبار من وئدت فلم يذكرها أحد من أقاربها، ولم نجد لها ذكرا في أبنائه؟ فقد سموا لنا جميعا، وسمي لنا من تزوجهن عمر في الجاهلية والإسلام، ولم نقف فيما اطلعنا عليه من المراجع على شيء يوثق به في هذا الأمر.