قد قال الإمام العراقي في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين :
حديث “إن القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فتحازنوا” أخرجه أبو يعلى وأبو نعيم في الحلية من حديث ابن عمر بسند ضعيف.
ولكن لا مانع من أن يقرأ الإنسان القرآن ،وهو يتحازن في الآيات التي فيها حزن ،وأن يتفاءل فيما فيه تفاؤل ،فليس الأمر على إطلاقه.
وقد ذكر أن من آداب تلاوة القرآن البكاء أثناء التلاوة وبخاصة عند قراءة آيات العذاب أو المرور بمشاهده وذلك عندما يستحضر مشاهد القيامة وأحداث الآخرة ومظاهر الهول فيها ثم يلاحظ تقصيره وتفريطه ، فإذا لم يستطع البكاء فليحاول التباكي ، والتباكي هو استجلاب البكاء فإن عجز عن البكاء والتباكي فليحاول أن يبكي على نفسه هو وعلى قلبه وروحه لكونه محروما من هذه النعم الربانية مريضا بقسوة القلب وجحود العين .
ولا يعني هذا أن يبكي الإنسان عند كل آية، فلم يرد هذا عن رسول الله ﷺ ،وهو خير من قرأ القرآن ،وسنته هي الحكم في الاقتداء بها، فقد كان يمر بآية فيبكي ،ويمر بآيات فلا يؤثر عنه بكاء.