لفظ عاشوراء مأخوذٌ من (عاشر)، ويدلّ على التعظيم والمبالغة، وهو في الأصل صِفةٌ لليلة العاشرة، ويُضاف إليها اليوم، فيُقال: يوم عاشوراء؛ أي يوم الليلة العاشرة، إلّا أنّ الصفة تُحوَّل عنها ليكون المقصود من عاشوراء يوم العاشر لا ليلته، وقد كان لأهل العلم أقوال في سبب تسمية عاشوراء بهذا الاسم؛ فقال بعضهم: لأنّه اليوم العاشر من مُحرّم، وقال آخرون: لأنّه يوم أكرم الله فيه عشرة أنبياء بعشر كراماتٍ.
أهمية عاشوراء وسبب الاحتفالية:
ترجع أهمية عاشوراء كما وضحتها السنة النبوية إلى أنه يوم نجى الله تعالى فيه موسى من الغرق وأغرق الظلم وأهله، ليتعظ الغافلون، ويهنأ المطيعون، يقول الله تعالى :”وإذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ العَذابِ يُذَبِّحونَ أَبْناءَكُمْ ويَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِن ْرَبِّكُمْ عَظِيمٌ * وإذْ فَرَقْنَا بِكُمْ البَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُم ْوأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ” (سورة البقرة : 49 ،50 ).
يوم عاشوراء : أهميته وحكم صيامه وحكمته:
ليس الاحتفال بعاشوراء مجرد توافق مع ما كان الجاهلية أو اليهود يفعلونه، فقد قال النبي –ﷺ- لما علم أن اليهود يصومونه من أجل موسى فقال :” نحن أولى بموسى منهم” وقال لئن عشت إلى قادم لأصومن تاسوعاء”.
فالاحتفال إذا لنجاة نبي الله تعالى موسى عليه وعلى نبينا أفضل السلام، ليتضح للمسلمين والعالمين أن الإسلام يوقر الأنبياء، ويحترم صحيح الشرائع السابقة، إشعارا بالهيمنة، وإبداء للتسامح، وإقرارا للتعايش.
فضل صيام عاشوراء:
روى مسلم وغيره عن أبي قتادة قال: قال رسول الله ﷺ: ” صوم يوم عرفة يكفر سنتين: ماضية ومستقبلة، وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية “.ولكن هل يكفر الصغائر أو الكبائر ، على خلاف بين العلماء، والصحيح أن اللفظ مطلق، ورحمة الله أوسع، فلا نضيق واسعا، ولكن يجب التوبة النصوح في كل أمر.
مظاهر التزين في عاشوراء:
كثير من الناس يرى أن التزين في عاشوراء من السنة، ولكن لم يرد حديث صحيح يدل على ذلك، أما التوسعة على العيال فالأصل أنه يوم كباقي الأيام خروجا من خلاف الفقهاء والمحدثين، ولكن لا بأس به من باب إشعارهم بالوسع، ولا بأس بتجمع الأسرة، ويحكي الأب سبب الاحتفال ليغرس في الصغار الجدة، وحب الحق والثبات عليه.