قراءة القرآن وجعل ثواب ذلك للميت مسألة اختلف فيها أهل العلم، قال الإمام النووي رحمه الله :- (واختلف العلماء في وصول ثواب قراءة القرآن فالمشهور من مذهب الشافعي وجماعة أنه لا يصل وذهب أحمد بن حنبل وجماعة من العلماء وجماعة من أصحاب الشافعي إلى أنه يصل).
وقال الحنفية إن ثواب القرآن يصل إلى الميت وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وتليمذه ابن القيم واختيار الإمام النووي وغيرهم من أهل العلم.
قال ابن قدامة رحمه الله:-
(وأي قربة فعلها وجعل ثوابها للميت المسلم نفعه ذلك إن شاء الله).
ثم ذكر بعض الأحاديث الدالة على انتفاع الميت بعمل الحي، ثم قال: (وهذه أحاديث صحاح وفيها دلالة على انتفاع الميت فكذلك ما سواها) .
حكم قراءة القرآن للميت بأجر:
وهذا كله في القراءة دون أجر، أما استئجار المقرئين للقراءة فالراجح أن ذلك لا يصل إلى الميت.
حكم اعتقاد أفضلية قراءة القرآن عند القبر :
هذا، وقراءة القرآن تصل إلى الميت إذا أهديت له من أي مكان، وفي أي وقت، وقد يحسب كثير من الناس أن القراءة حول قبر الميت أدعى إلى الجواز، وهذا فهم خاطيء، بل ذهب بعض العلماء إلى بدعية القراءة حول القبور، ولذلك فالأفضل خروجا من الخلاف أن تكون القراءة من البيوت، أو من أي مكان بعيدا عن القبر.
حكم تحديد زمان لقراءة القرآن للميت :
ومن الفهم الخاطيء أيضا اعتقاد كثير من الناس أن القراءة تختص ببعض الأزمنة كالخميس الأول للميت، وكالأربعين للميت، وكالسنوية للميت، وهذا افتيات على الشريعة، وتخصيص للأزمنة بغير دليل، ولذلك عد العلماء هذا لونا من البدع المنهي عنه.
بدعة الاجتماع لقراءة القرآن للميت :
ولكن الذي يعكر هذه الصورة تعمدا الاجتماع لقراءة القرآن، وهذا الاجتماع إذا ظن أصحابه أنه أفضل من الانفراد في القراءة يكون داخلا في مفهوم البدعة بغير خلاف بين العلماء.
وأما إذا تجرد هذا الاجتماع عن هذا الظن فإنه سيبقى محل خلاف بين العلماء، ولذلك فالأفضل أن يقرأ كل فرد على حدة ما يريد أن يهبه للميت من القرآن؛ لأن في الإصرار على الداعي للاجتماع ما يخشى أن يكون معه ظن بأفضليته.
هل لسورة الفاتحة أو يس فضل في وصول ثوابها للميت :
وليس في الفاتحة ولا في سورة يس فضل خاص، والحديث المذكور في فضل سورة يس لا يصح ، لذلك يجب على من يهدي للميت شيئا من القرآن أن يقرأ منه ما شاء دون تخصيص ، ودون الاقتصار على سورة بعينها يقرؤها كل مرة حتى يخرج من البدعة وشائبتها.