السحر حقيقة واقعة لا نستطيع أن ننكرها ولكن ليس معنى ذلك أن نعلق كل مشاكلنا على السحر، فذلك محض أوهام استغلها الشيطان ليفسد على الناس أمر دينهم ودنياهم، ولدفع هذه الوسوسة على المرء أن يحرص على قراءة المأثور من الذكر وبخاصة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين.
وقد يكون سبب إعراض الخطاب ناجما عن وجود سحر، لكن الذي سيترتب على ذلك أن نلجأ إلى علاج السحر، وهو علاج إذا لم ينفع فإنه لن يضر.
وقد تكون هناك أسباب أخرى معقولة تحتاج إلى دراسة وتفكير للوصول إليها كأن يكون هناك من يتربص بهذه الفتاة وأخواتها من الإنس ، ويتدخل في الوقت المناسب لإفساد هذا الزواج لغرض في رأسه يعلمه الله.
وقد تكون هناك أسباب أخرى.
يقول المستشار فيصل مولوي –نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء-
ليس بالضرورة أن يكون تأخير مجيء خاطب أو ذهابه بعد مجيئه سحراً، فقد يمكث الشاب أيضاً يفتش عن رفيقة العمر مدة طويلة حتى يبلغ سن الأربعين ثم نسأله لماذا لم تتزوج بعد؟ يقول لم أجد حتى الآن بنت الحلال. وهل هذا صحيح؟ وبنات الحلال ما أكثرهن في مجتمعنا اليوم؟ ومع هذا لا يقول بأنه مسحور، وبعضهم لا يتزوج إلا بعد سن الخمسين، وبعضهم لا يتزوج أصلاً ولا ينسب هذا إلى السحر والربط وما إلى ذلك.
ما أريد أن أقوله هو أن نخرج من مظنّة السحر حتى لا نعيش في دوامة المجهول، وحتى لا ينسكب الرعب في نفوسنا ونعيش حياة منغصة ثم نكتشف ولو بعد حين أن ما حصل هو أوهام استغلها الشيطان كنقطة ضعف ليدخل علينا بوساوسه المضللة والعياذ بالله.
لقد أخبرني أحد الأخوة أن بيته مسكون من الجن وأنه على مشاكل مؤخراً مع زوجته وأنه أحياناً يشم في بيته رائحة بين الحين والآخر وقد أخذ الاحتياطات اللازمة وفتش كل محتويات المنزل فلم يعثر على شيء. وطلب مني أن أذهب إلى بيته لإخراج الجن أو فك السحر، أما أنا فقد رفضت كل مزاعمه جملة وتفصيلاً وحملتها على أنها وساوس، وأما الرائحة فتكون من شيء “ما” قطعاً داخل المنزل أو خارجه. وبعد مدة تبين أن تلك الرائحة ناتجة عن شريط الكهرباء في سقف المنزل الذي تدلت منه الإنارة، وأن الخلاف مع زوجته كان بسبب أنه يجيء من العمل ويسهر على الكمبيوتر إلى نصف الليل وهكذا تبين أن الأمر لا علاقة له لا بالسحر ولا بالجن.